الجمعة، 1 مايو 2015

بشرى الخير

إلى بشرى،
شهران وبضع أيام في قبرك، أودُّ لو تخبريني؛ كيف كانا؟ 
بشرى، لأكون صادقةً معك.. أنتِ علمتِني معنى الحياة، معنى أني لا أملك حتى نفسي، وأن الثانية التي تضيع تكلفُني ملء الأرض ذهبًا، وأنني إن أسقطت مني حبةً سهوًا وأنا مؤمنة أزهرها الله جنات. لا أحد يعلمُ يا بشرى الرسائل التي أكتبها وأرسلها إليك في كل حين لعلها تصل، ولا أحد يدرك حجمَ الدعوات التي تلاحقك في كل حين. وفاتُك تخبرُني أنني متوفاة إلا بضع فرص.
أفتقدك، ولم أستطع حتى اللحظة نطقَ أي حرف تعزية لأختيك، مهما ازدحم الكلامُ بداخلي وضج أضعفُ حين أقف أمامهما، وكأنني بحاجة إلى تهدئة وتعزية في تلك اللحظات أكثر منهما.
طمئنيني، هل التقيتِ بأبيك في الجنة؟ كيف يبدو؟ فاتنًا كما كنتِ تصفين وتشتاقين، وكما كنتُ أقضي الليالي في مواساتك وأخواتك أنكن بإذن الله لاحقات به؟
بشرى، الحياةُ مصاغةً في أجملِ معانيها أنتِ، هي التي غدت باهتة مرة دونك. عساكِ في الخلدِ مسرورة.

إليك أنت وكل الناس إلا بشرى، 
مفعمة بالحياة مشرقة كانت بشرى، في عامها العشرين، لم تكن تدري حين كانت طفلةً قبل عشرة أعوام أنها كانت قد وصلت إلى منتصفِ عمرها، فجأةً انفجر في رأسِها شريانٌ فاكتشفت أنها في الدارِ الآخرة، وأنت؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق