الأحد، 24 مايو 2015

ثرثرات لا تهمكم ٧


تتراءى لي الرياضيات أحيانًا وكأنها نفقٌ ممتد مظلم مليء بالمطبات، هو ليس مظلمًا تمامًا هو مضيء، لكننا كثيرًا ما نراه حالكًا. خيبةُ الأخطاء والسقوط بعد المطب الأول هي وحدها تجعلنا نعدو ضبحًا فنمور قدحًا فنغير صبحًا وننتعش. هذا إن عزمنا، وإلا فالدركات أولى بنا.

تزدحمُ تفاصيلُ الأحياءِ اللذيذة حتى تجعل الفكر يتجافى من مضجعه ويهرول طالبًا استراحة، وكيف لا أستجيب له وأنا أرجو الاستراحة من الله؟ تأتي الاستراحةُ الحقيقيةُ من اللهِ حين يخنقني ألم أحد التفاصيل الصغيرة التي تعذبني وأخبر الناس عنها فيألمون لثانيتين وينسون؛ فيأتي أبي لأخبره فيصر ألا يباشر عمله حتى يزيح عني الأذى ويأخذ بيدي إلى العلاج حتى نبلغه، الحمدُلله. 

أف لي، لماذا أتكلم عن الدراسةِ إلى هذا الحد الكئيب؟ أتثقلني أم أثقلها؟ لطالما ظننت أنني أثقلها حتى اكتشفتُ أنها تثقلني لأنها تمنعني من القراءةِ ومشاهدة الأفلام والتجول في يراع "يوتيوب" والرتع فيه أيامَ الاختباراتِ، هي في الحقيقة لا تمنعني لكنّ أبي قد يفتكُ بي إن تركتُ المذاكرةَ للقراءةِ -ويا ليتني أفعل-، يكفي أنه أراد سحب كل كتبي عني حتى أنهيَ الثانويةَ فقلت له ههههه أحسنت، إذن لن أعيش. هانت يا نفسي هانت، ٢٥ يومًا تحديدًا.

هل أخبرتكم مسبقًا أنني لا أحبُّ النمطية؟ هههه سلامتي أخبر من؟ أنا أثرثر مع نفسي، لذا أعتذر مني. المهم؛ يوحي لي الله لطفًا عجيبًا، فما إن تضيق السبل في التدربِّ لليومِ الكبير الذي يقتربُ تأتي صديقتي فترسل لي مقطعًا بهدفِ أن أطلعَ عليه لا غير، فيوحي الله إلي أن هذا سبيلٌ واسعٌ لتألقك ليومك الكبير، آه كم لله من لطفٍ خفي، الحمدلله على احتوائه.

حسنٌ فلأعترف أنني منهكة وأنام كثيرًا وكأنني لا أنام، لا أحد يعلم حقيقة، وأشياء كثيرة صغرى تعذبني، فكيف أنجو من الأشياء رباه؟ أكرر دومًا: "يا رب تخفيفًا ورحمة." فيغدق الله علي ولا يخذل.

الاستمساكُ بالقرآن يلطّف كل شيء ويذلِلُه، والجهادُ إلى آخرِ نفسٍ يهونُه الله فيجعله لا أقولُ شرب ماء ولا نفس، لأن بعض الناس لا يستطيعون ذلك، بل يسرًا لا متناهيًا لا يوصف، تركُ كل الأشياء التي نحبها ونستحقها بجدارةٍ مع التنهد واليقين بالجزل من الله هو السبيلُ الوحيدُ -أو كما أرى على الأقل- إلى رضوان الله وقربه، وهو الذي يجعلُنا بدرًا ناصعًا عند الله في دنس المتخاذلين. جهادًا يا رب حتى تهديَنا سبلك. يا رب ألتمسُ منك ضرًا -صفعةً- حين أتخاذلُ وأخذًا بيدي لأعودَ قوية. رباه، أيتخاذل الناسُ -الحمقى- وأنت الله؟

هناك تعليقان (2):

  1. لست تكلمين نفسك.. فأنا هنا أقرأ كل حرف خطته أناملك و كأنه موجه لي خصيصا!
    من جهتي، تبقى لنا 15 يوما.. 15 يوما من الجهاد و الاجتهاد!
    البارحة تركت أختي كلمات فوق مكتبي أود أن أشاركك إياها: "حاشاه أن يريد بك شرا.. لا أرحم بك و لا ألطف إلا هو.. ابتسمي.. فالله ربك سيسعدك.. " ! :))
    ابتسمي و اعملي لحلمنا الأبدي: بالعلم و الإيمان نحو فلسطين :)

    ردحذف
    الردود
    1. يا الله مروة،
      في البداية أنا أعتذر بعمق ومليًا لأنني أفرحُ بتعليقِك فأشح بردي أن يسح هنا فورًا! آسفة حقًا!
      ثم إنك يا مروة نسمة تجبرُ الكائنات أن تبتسم وترى الحياة بإشراق، أحبُّ وجودَك هنا فلا تختفي.
      لم يبقَ شيء يا مروة لم يبقَ شيء، غدًا بإذن الله تتحقق الأحلام :")

      حذف