الجمعة، 10 مايو 2013

فإذا هو بكالوريوسٌ مبين!

{سبعة عشر عامًا أو يزيدون،
لم تكن مجرد أن ألقِ عصاك فإذا هو بكالوريوسٌ مبين!
أو سقاية ناقة اللّٰہ فحسب،
كثيرون اشتكوا بعد المسافة وطول الطريق، تعبوا كثيرًا، سهروا حد الكفاية، مروا بضغطٍ لو مرت خلاله صخرة لتلاشت!
وأُرسِل عليهم طيرًا أبابيل، ترميهم بحجارة مِــنْ عناء!
فهزموهم بإذن اللّٰہ، وقتل الخريجون الصعوبات،
ونراهم إذ يرفعون القواعد مِــنْ أنفسهم، القواعد مِــنْ أمتهم،
ربّنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم،
وجدوا ضالتهم، وكانت بداية السعادة اللانهائية..!
اليوم دموع الأحباب أسرى خلف القضبان، تنتظر فرجًا، تنتظر زاويةً مِــنْ خفاء لتحررها!
اليوم نشوة عطّرت الأجواء لدرجة خدّرت الجميع،
ولباس تمنوه منذ زمن بعيد، ربما قبل التاريخ أو بعده بقليل،
أساسه لباس العلماء، وقبعة صُمِمت لتوضع الآيات عليها لـ"فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ"،
وذهب ذاك المجد وتلاشى، فهل تعيدونه خريجونا؟
وما بال تلك الصباحات؟
السخرية مِــنْ وجوهنا الجاحظة؟
المذاكرة معًا ونقل الإجابات؟
تناولنا الطعام معًا؟ بكاؤنا إذا خابتنا الدرجات، أو مِــنْ زلة معلّم؟
ضحكنا على الشيء واللاشيء؟
فرحتنا ببعضنا حين تنجح إحدانا؟
وضوءنا وصلواتنا الممتعة الروحانية معًا؟
مفاجآتنا؟ وحبنا الأبدي؟
أحقًا سنرحل؟
أنجزنا؟ سنودع؟ نخوض مرحلةً جديدة؟
وقفت الحروف عندكم يا صحب!
شكرًا لكل مِــنْ علمنا حرفًا، وعسى يا اللّٰہ أن نلتقي بالخير دومًا.}



#كلمة تخرج، كتبتها البارحة لأمسية حواء مبدعة في جامعة السلطان قابوس، والتي بفضل اللّٰہ تأهلت لنهائياتها، ولله الفضل، كانت التصفيات النهائية، وبعدها حفل بسيط لخريجات علوم المختبرات الطبية لهذا العام، وعرضوا عروضًا فيها بعض مِــنْ ذكرياتهم الدراسية وساعة التخرج، لا أدري لمَ، بكيت مع بكائهم عند العرض! ألأن تخرجي مِــنْ المدرسة بات قريبًا، عامين فقط يفصلانني عنه؟ أم لأن أختي التي كانت تجلس أمامي بعد عامٍ ستكون مثلهم! خريجةً جامعيةً تحمل شهادة البكالوريوس في طب المختبرات، أم لأشياءٍ أخرىٰ...!
وأهديتها لخريجتي الحبيبة، أختي الكبرى -في اللّٰہ- سندس الغالية، وخريجاتي الصغيرات (هديل، سجى، أفنان، أبرار، الزهراء، شفاء، والشفاء)
لك الحمد يا اللّٰہ ") <3

الاثنين، 6 مايو 2013

وَإن ذَهَبَت ولَم تَعُد..!

أخذ اللّٰہ إحدىٰ حبيبتيّ لفترةٍ مؤقتة، فلم أبصر إلا بعينٍ واحدةٍ!
حمدًا لك إلهي، كنتُ بحاجة إلى مثلِ هذه الهديّة منك، كريمٌ رحمنٌ أنت يا اللّٰہ!
اللّٰہ لا يختار إلا الخير،
في تلكَ اللحظات، استشعرت أني أستحقّ لكثرة إسرافي في جنبِ اللّٰہ، فلم أبكِ ولم أحزن، ابتسمت ومضيت، غريبةً كانت الحياة بعينٍ واحدة، أحسست وأنا أمشي أن الدوار يحيط بي وسأسقط مغشيًا علي!
كنتُ في حوار لطيف مع ذاتي في تلك اللحظة،
"طيب مُزنة، تخيّلي أنّ هذه العين لم تعُد مرة أخرى، كيف سيكون شعورك؟
سيكون غريبًا حقًا، لكنني سأمضي مبتسمة، لأنها هدية مِــنْ اللّٰہ، ولأن مِــنْ ابتلي في حبيبتيه وصبر فله الجنّة!
ولكن.. كيف ستكون النظرات إليّ؟
أمي: ستبكي وستحزن علي، لكنّها ستظلّ تحبني، وستصبّرني وتكون أوّل مِــنْ يقف معي،
أخواتي: سيأسفن لي ويلطفن بحالي كثيرًا، لكن لن يتغير شيء مِــنْ علاقتنا، وسيظلن يسرفن في حبي،
بيئة المدرسة: يا إلهي! ماذا حدث! شكلك يبدو غير لطيف أبدًا! وغيرها مِــنْ العبارات التي لا تُذكر، وقلّة مِــنْ سيحبونني لأنني أنا!
أهلي: مسكينة حبيبتي، ربي يعافيك، ماذا حدث..؟
رفيقاتي~ رفيقات الجنة: في قلوبهنّ مصدومات ورائفات لحالي، ولكن حديثهن: مُزنة كوني قوية، مزنة اصبري، مزنة هذا ابتلاء، ولعله سبب في دخول الجنّة، مُزنة اثبتي، مُزنة كله مِــنْ اللّٰہ خير...
وعدتٰ مجددًا لأنا، ماذا لو لم تفتحي عينكِ مجددًا؟
علامَ ستندمين؟ ستحزنين؟ ستبكين؟ ستتعودين؟ ستستمرين في حياتك وترضين برحمة اللّٰہ؟ أم ستسخطين؟ ويلك يا أنا..!
ستقدّرين عينكِ الباقية؟ أم ستقولين إنّها مجرّد عين تبصر، وما الجديد؟!
ستظلّين لا تستحين مِــنْ ربك ولا تصرفين طرفك؟! أم ستغضين بصرك؟!
كيف سينظرون إليك؟ "عاجزة"! مسرفةٌ أنتِ يا أنا! مذنبةٌ حدّ الإسراف! حدّ التقتير! أو حدّ كلّ شيء سيء!"
وبعدَ فترةٍ، قدّر اللّٰہ وفتحتُ عينيّ على اتّساعهما! فدمعت عينيّ! جبّارةٌ ظالمةٌ أنتِ يا مُزنة!
وإن ردّها لي الواهب، ما فائدتهما؟
{
}
هل فتحتُ ذا القلب السيء، أم تركته في الظلام!
(أَلَم نَجعَل لَهُ عَينَين)
اثنتَين وليست واحدة!
سيئةٌ أنتِ جدًا يا مُزنة حين تعصين ويرحم! "(