الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

يوم جميل موطني!

عذرًا موطني.. يومك جميل، ولكن عيد أمتي أجمل وأجمل وأجمل..
قد يرى بعضهم أني متزمتة كئيبة، أو باختصار "لست وطنية"!
أتمنى أن يفهم يومًا ابناء موطني أنني حين لا أحتفل بيومنا الوطني، لا أقتل نفسي حزنا وأقضي ليلي ونهاري والدموع على خدي على جراح الأمة! أنا سعيدة والحمدلله! أدرس وأذاكر وأخرج وأقابل الناس كثيرا وأمزح وأضحك على النكت كما يضحكون! وأفرح جدا مع من يفرح وأحزن مع من يحزن.. يغمرني ربي سعادة بأهلي وصديقاتي ولله الحمد، ولكن كل ما أفعله.. هو أنني أحمل الهم وأحاول أن أعمل لأضمد جراح الأمة! وحين لا أحتفل، هذا أمر شخصي يتعلق بي، نزعة نفسية لا تدعوني للاحتفال اليوم! أنا لا أقول لأبناء وطني تبًّا لكم لماذا تحتفلون!! وحبي لوطني حب مقدس لا أرضى أن يمحوه أي جرح، وسعادتي بوطني سعادة لا يمحوها أي هم، وأريد من الجميع أن يفهموا جيدًا أن الوطنية ليست اعلامًا وصورًا وأغانٍ وطنية نهذي بها، الوطنية روح أعظم من سيفين وخنجر على صدر طفلة!
وأرى كمًا هائلًا من سيارات أبناء وطني في هذا اليوم  مغطاة بأعلام وشعارات وصور مكلفة، أنا لست ضد ان يحيوا بلدهم ويفرحوا به، لكن بعض الأمور تحتاج إلى تفكير أبعد.. أليست بطون المسلمين من أبناء وطني المحتاجين أولى من ملصقاتكم الباهظة؟!
وأرجو أيضًا أن يفهم أبناء وطني جيدًا، بعد نهاية هذا اليوم العظيم الذي احتفلت به كل المخلوقات في حدود دولتي وحتى خارجها، أريدهم أن يفهموا أن طيشهم في هذا اليوم ليس وطنيًا أبدًا، ولا يُباح كل حرام اليوم! فالمشتكون من المسيرات (وأنا لست ضدها إن كانت حضارية طيبة) فاقوا الحدود! أن يخرج أبناء وطني هداهم الله في مسيرة فيتعالى هتافهم وتصل ضجتهم الجنونية إلى حد يؤرق النائم ويهلك اليقظ، فهذا أمر غير مقبول أبدًا! وليس وطنيًا أبدًا أن تشتكي بنت وطني من غياب حياء النساء وسيادة دياثة الرجال، حين ترى ضمن المسيرة حافلة نساء لم يحتشمن وأصواتهن الملفتة أسمعت من لم يرد أن يسمع، يكتسين بثياب بيضاء وحمراء وخضراء تستر أقل مما تكشف، والمنظر عامةً فوق ما يُطاق! وليس وطنيًا أبدًا أن تصور إحدى بنات بلدي نفسها بمناظر لا تليق أبدًا بوطن مسلم، فيثني عليها الجميع وعلى "وطنيتها"!  ليتكم تفهمون الوطنية بحق أيا أبناء وطني! 
سأفرح حينما يتعلق الأمر بعيد للمسلمين نلبس فيه الجديد ونحتفل بأننا اجتهدنا وأطعنا الله ونرجو قبوله، وسأفرح حين يتعلق الأمر بزواج أختي أو حتى ابني! لكن حينما يأتي الأمر إلى يوم ككل يوم، يتراقص فيه أبناء بلدي احتفالًا بميلاد وطن وقائد مغوار، أنا لا أقول أني أنكر إنجازاته، بل أنا عاشقة لأرض وطني مطواعة شاكرة لقائده، وأوقن أنه هبة عظيمة جدًا من الله لنا حين سخره ليخدمنا ويذلل لنا كل صعب لا ليحكمنا! ولكن بما أن أمتي تنزف جراحها من كل جانب، فما عادت تعرف باي جانب تهتم وتترك أي الجوانب يموت ببطء، هنا لن أحتفل.. أنا أثق بأنني وطنية كفاية، وأن وطنيتي لا علاقة لها باحتفالي بهذا اليوم! ولست جزعة على قدر أمتي، ولكنه بمثابة "حداد"، حداد في يوم وطني، لا في يوم "عيد وطني!، حدادي أعلم أنه غالبًا لن يقدم للبشرية شيئًا ولن يؤخر، وأيضًا احتفالي لن يضيف شيئًا! فوطني لا ينقصه مواطنة تحتفل، فمليونيه وآلاف معهم يحتفلون! قررت ألا أحتفل مع نفسي.. أن أهتم أكثر وأعبأ لجراح المسلمين، ولن أكتفي بالبكاء، بل سأجتهد لأكون ضمادًا بأي طريقة، سأسهر ولن أهتم للحمى إن أصابتني، كل ما أريد أن أكون ذاك الضماد، وعسى ربي ينيلني ما أريد..
أخيرًا.. أقول أني لا أرجو من أي أحد أن يعذرني ويسامحني لأنني لا أحتفل! كل ما يكفيني أن ضميري مرتاح بما أفعله، فهو أمر شخصي لا علاقة لأي مخلوق به، متعلق بي وحدي!
ولمن رأى في حرفي شيء من سلبية أو كآبة، أنا شخصيًا أعتذر منه وأدعوه أن يخرج من أذنه الأخرى كل ما سمعه هنا، أو يخرج من عينه الأخرى ما قرأه! وكل ما كان هنا رأيي الشخصي وأحيي من يوافقني، وأقدّر وأحترم من يخالفني و(على راسي).. 

يومك يا وطني جميل، وعيد أمتي أجمل وأجمل وأجمل! 

وأردت إرفاق مقالة وصلتني كتبها أحد أبناء وطني، تشرح بعض ما عجزت عن التعبير عنه!:

"الوطنية،
_ كثيرا ما تترد هذه الكلمة على أفواه الناس وحاليًا لها ترنمات خاصة تبعث في النفس روح الحب والانتماء لهذا الوطن الغالي " عُمان "..
_ الوطنية، غالبًا ما تختلط المفاهيم في تعريف معناها فيظن البعض أن الوطنية شعارات وشارات وأعلام وأشعار وأغاني تلهج بها الألسن فقط وما هذه إلا مثاليات لا تصل إلى جوهر المعنى الحقيقي للوطنية،
_ الوطنية، هي حب وإخلاص للوطن وخدمته وبناؤه على أسس الحق والعدل والخير والصلاح ونشر ثقافة العلم والمعرفة والثبات على القيم والمبادئ التي يكتمل على أساسها بنيان الوطن والمواطنة على حد سواء.
* فأين حب الوطن في قلب تجار الفساد ومروجي الأفكار الهدامة لتحطيم البلاد والعباد وأين وطنيتهم في هذا؟!
* أين الوطنية من أصحاب الأموال التي تستثمر خارج الوطن؟!
* أين الوطنية في إقصاء المؤهلات بالواسطة والمحسوبية والرشاوى؟!
* أين الوطنية من تحكيم التعصب القبلي وتقديمه على الوطن في بعض المعاملات؟!
حصرا للشباب،
* أين الوطنية وأنتم تشربون الخمر والمخدرات وتنكسون فطرتكم بالتشبه بالنساء وتتركون الصلاة وتهجرون المساجد أين أين وطنيتكم؟!
* أين الوطنية والنساء يخرجن من بيوتهن كاسيات عاريات إلى الجامعات والمحلات والأماكن العامة ولا يطعن أزواجهن؟!
* أين الوطنية والابن لا يطيع أباه ويعق أمه والبنت لا تسمع لأبيها وتزجر أمها؟!
_ أسأل هؤلاء الذين أصبحوا اليوم يتغنون بحب الوطن والخوف عليه وحالهم على ما ذكرت آنفا، أهذا هو حبكم للوطن؟! وهذا ما ينتظره منكم؟! أم هذه هي الوطنية في تعريفكم؟! بالله عليكم أجيبوني هل أنتم بهذا تحبون الوطن؟؟! أم تدمرونه؟؟!
ملحوظة: جميع هذه الأسئلة لمن يهمه الأمر فقط."


***********
أعلم أنني متأخرة أكثر مما ينبغي، وأن اليوم الوطني ولى ودخل اليوم الذي يليه، لكن لا يهم، فكلها أيام! عذرًا على تأخري، ولكن هذا ما استطعت!

الجمعة، 15 نوفمبر 2013

فَـــأُولَئِــكَ كَـــانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا

جَناحٌ إلى السمآء ~:


" فَـــأُولَئِــكَ كَـــانَ سَعْيُهُم مَّشْكُور...
: " فَـــأُولَئِــكَ  كَـــانَ  سَعْيُهُم  مَّشْكُوراً  " كلُّ التعب يا صديقي سيتوج ! كلّ السهر والأيام الطويلة المُرهقة ، {إنّ اللهَ لَا يُضيعُ أجرَ مَن أحسَنَ عَمَلًا}!



______________________
"بين قوسين خارج السطور وخارج مدونتي وخارجي، عذرًا على غياب حرفي الذي أظن سببه غيابي عني!، سأعوضكم بإذن الله بمفاجأة كبيرة 💗"