السبت، 10 يونيو 2017

هذا خلق الله 15

يدخل الطعام إلى جوفك بعد أن مر بمريئك بمقاييس دقيقة، يدخل إلى المعدة مرورًا بصمام المريء، الذي يمنع الطعام من العودة إلى المريء كقيء، ماذا لو لم تملك هذا الصمام؟ كيف كنت ستوقف الكوارث من الحدوث حين تشرب كوب ماء ثم تميل أو تنحني؟

يأذن الله لمعدتك أن تتمدد لتستقبل الطعام، توفر المعدة طبقة تحميها من هضم نفسها بأنزيماتها الهاضمة شديدة الحموضة، ماذا لو لم تمتلك هذه الطبقة؟ ربما لكانت معدتك مهضومة ثم يتعداها الهضم إلى باقي أعضائك الداخلية!

توفر المعدة حمض هيدروكلوريك الذي يرطب الطعام، ينشط بعض أنزيمات الهضم، ويقتل بحموضته العالية كل الأجسام الضارة التي قد تدخل مع الطعام إلى معدتك، ماذا لو لم يقتلها؟ إذن لمات الإنسان منذ بداءة مرحلة الجلوس عند الرضيع التي يصاحبها مص وتذوق لكل شيء!

تمتلك المعدة 3 طبقات من العضلات تعمل بمثابة الخلاط الذي يقلّب الطعام داخل المعدة ليتحسن هضمه وتكسيره إلى جزيئات صغيرة. ماذا لو لم تقلّب الطعام وكان هضمك كهضم الحيوان الذي يشبه البرطمان (هذا خلق الله 2)؟

تسبيح الله فيما حولك تناغم وإيمان يقيني. 

الجمعة، 9 يونيو 2017

هذا خلق الله 14

سخر الله لك جهازك الهضمي الذي لا تتحكم به ولا تبذل جهدًا ليعمل، فتلك القناة التي طولها 9 أمتار وتدفع الطعام إلى جوفك بموجات من تقلصات عضلاتك، لولاها كيف كنت تتغذى؟

أودع الله فيك الفم؛ وآتاك أسنان لتقطع الطعام، ولسانًا يتذوقه، ولعابًا يرطبه، ماذا لو لم يعطك نعمة التذوق؟ الطعم لتغذيتك، كان بإمكانه ألا يؤتيك لسانًا فيكون الطعام كله سواء عندك، لكنه آتاكه لتتلذذ بأصناف المأكولات الشهية، أشكرت؟ 

ماذا لو لم يؤتك لعابًا؟ إذا لالتصق كل الطعام بجدار مريئك ولم يدخل معدتك فتختنق وتموت، وإذا لما استطعت أن تتكلم وإلا تمزق حلقك ونزفت، وإلا لأصابتك مصائب كثيرة لا تعرفها، أأديت حق شكر الله؟

﴿أَلَم تَرَوا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ وَأَسبَغَ عَلَيكُم نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً وَمِنَ النّاسِ مَن يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيرِ عِلمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتابٍ مُنيرٍ﴾

تسبيح الله فيما حولك تناغم وإيمان يقيني. 



________
عذرًا على الحلقات المفقودة، نعوضها بعد رمضان بإذن الله. 

الأربعاء، 7 يونيو 2017

هذا خلق الله 12

ماذا لو كنت دودة أرض عوضًا عن كونك دودة شريطية؟ كيف ستتغذى؟ وكيف ستعيش؟

خلق الله دودة الأرض بجهاز هضمي كامل، يتيح له التخصص في هضم الطعام، فكلُّ خلية تستطيع القيام بعمل واحد محدد، أما الدودة الشريطية فهضمها وحيد الخلايا، أي الخلايا كلها متشابهة وليست متخصصة، فلو قلنا مثلًا أن فلانًا متخصص في الهندسة وفلان في الطب مختلف عن كونك فردًا تملك معلومات في كل شيء، الأول يتيح الكفاءة والسرعة. كذلك من مميزات الحهاز الهضمي الكامل اختلاف أطوال الأعضاء حسب وظائفها، وكذلك تخزين الطعام لوقت لاحق. 

خلق الله أعضاء متخصصة في دودة الأرض، منها مضخة لدفع الطعام إلى داخل الجهاز الهضمي، ومنها عضو يخزن الطعام لهضمه واستخدامه لاحقًا، ومنها عضو يحول الطعام إلى معجون ليهضم، ومنها أمعاء تمتص الطعام إلى الجسم، ومنها القولون الذي يعيد امتصاص الماء والأملاح من الفضلات. بينما لم يخلق هذا كله للدودة الشريطية لأنها تتلقى طعامها جاهزًا مهضوما من جهازك الهضمي. فبأي آلاء ربكما تكذبان؟

تسبيح الله فيما حولك تناغم وإيمان يقيني. 

الاثنين، 5 يونيو 2017

هذا خلق الله 10

ماذا سيحدث لو اختل توازن جسمك؟ لا أعني أن تسقط من وقوف بل أن يتلخبط كل ما في داخلك فتموت في الحال!

التوازن هو القدرة على الحفاظ على النظام الداخلي فيك. درجة حرارة جسمك ثابتة 37.5 درجة سيليزية، دمك لديه نسبة ثابتة من الجلوكوز، وتراكيز ثابتة من الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم، كيف يحافظ عليها الجسم؟ بوجود مؤثر ومستقبل، مثل الكبد للجلوكوز، والعظام للكالسيوم، والعضلات والغدد العرقية لدرجة الحرارة. كيف تعمل هذه العمليات المعقدة؟

تعمل بالتغذية الراجعة السلبية، إذا ارتفعت درجة حرارة جسمك عن المعدل الطبيعي تعلن الغدد العرقية حالات الطوارئ فتبدأ بإفراز العرق بكميات كبيرة للحفاظ على درجة حرارة جسمك، لأنها إن لم تفعل وارتفعت حرارتك ستتعطل الأنزيمات عن العمل في درجة حرارتها الطبيعية وستحدث كوارث في جسمك (كما ترى في أعراض الحمى)، ماذا لو كانت درجة حرارة الجو 40 درجة ولا تملك غددًا عرقية؟ أما إذا ارتفعت درجة أو درجتين أكثر، فسيموت البشر. 

يتبع توازن جسمك ظروفك لتحقيق مصلحتك، فدرجة حرارة جسمك تنخفض وأنت نائم وترتفع حين تصحو، وترتفع وأنت تركض لتحفيز العضلات على العمل بكفاءة، وترتفع حين تصاب بالحمى لأن الحرارة العالية تعرقل نشاط البكتيريا والفيروسات التي تهاجم جسمك حين تمرض. من سخر هذا كله؟ أكنت تستطيع وحدك أن تقوم بكل هذا؟ أتقابل هذا كله بالجحود وعدم تأدية ما فرضه عليك لأجلك؟

تسبيح الله فيما حولك تناغم وإيمان يقيني. 



______
أعتذر على فوات حلقة البارحة، بإذن الله نعوض في القادم. 

السبت، 3 يونيو 2017

هذا خلق الله 8

كونك من الثدييات، أنت على قمة المخلوقات (أكثرهم تطورًا)، فجسمك لديه درجة حرارة مرتفعة ثابتة ينتجها جسمك من عملياته الحيوية التي تتيح له نشاطًا عاليًا، لديك رجلان مستقيمتان تحت جسمك تحملانك ذهابا ومجيئا، أسنانك مكيفة لتأكل ما تأكل، ومخك أضخم من أي مخلوق سواك لتفكر وتتعلم، لا تضع البيض كباقي الحيوان وإنما تحمل وتلد أنثاك. من خلقك فسواك فعدلك؟ 

لم يخلقك الله كبعض الثدييات (الجرابيات) التي لا تلد مخلوقًا كاملًا، بل تلد جنينًا في مرحلة ما؛ لتدعه يكمل نموه في جرابها أو جيبها الذي يحتوي على حلمات الأم التي تغذيها لتكبر، هل كعظمة هذا الخالق شيء؟ 

خلقك في أحسن تقويم لتقوم بكل المهام التي أوكلها لك وتلتزم بالحدود التي وضعها لمصلحتك أنت، كيف سعيت؟

تسبيح الله فيما حولك تناغم وإيمان يقيني. 

الجمعة، 2 يونيو 2017

هذا خلق الله 7

تخيل لو كنت نعامة لا تستطيع سوى الجري في الأرض بينما كل أقرانك الطيور يطيرون، كيف تطير الطيور ولا تطير النعامة؟

هيأ الله الطيور بتهيئات عدة لتستطيع الطيران، كألا تمتلك ذيلًا كباقي الحيوانات لئلا يزيد وزنها، وأن تمتلك منقارًا بدلًا من الأسنان الثقيلة، وأن يكون شكل عظامها من الداخل مثل خلية النحل بتجويفات كثيرة ليخف وزن العظم مع الحفاظ على صلابته، وألا تمتلك مثانة للتخفيف من وزنها (وتلقي بفضلاتها عليك وسيارتك)، وأن تمتلك الأنثى مبيضًا واحدًا بدلًا من اثنين كباقي الكائنات، وأن أعضاء التناسل تبقى منكمشة طول العام إلا مدة قصيرة في موسم التكاثر. أتزعم أن تهيئة الله كل هذا للطير ليطير لا تنالك؟ 

﴿أَوَلَم يَرَوا إِلَى الطَّيرِ فَوقَهُم صافّاتٍ وَيَقبِضنَ ما يُمسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيءٍ بَصيرٌ﴾

تسبيح الله فيما حولك تناغم وإيمان يقيني. 

الخميس، 1 يونيو 2017

هذا خلق الله 6

هب أنك وجدت نفسك فجأة جنينًا في بيضة، كيف انحبست هنا؟ وكيف ستخرج؟ وكيف ستعيش بين زنازين قشرة صلبة لا تجد عنها موئلا؟
هيأ الله لكل مخلوق حاجات عيشه، فلم يدع مخلوقًا يعاني أو يقاسي. خلق الله البيضة التي تتكاثر بها الزواحف والطيور وفئة خاصة من الثدييات خلقًا متقنًا قد نراه معقدًا في نظرنا، ففي تلك البيضة التي لا ترى منها سوى البياض والصفار أعضاء كثيرة، منها سائل لامتصاص الصدمات، ومنها ما يوفر الغذاء، ومنها ما يجمع الفضلات، ومنها عضو للتنفس، ومنها القشرة الخارجية التي هي أساسًا للحماية، لكنها تحتوي كذلك ثقوبًا صغيرة لتبادل الهواء مع الوسط الخارجي للتنفس، وربما أمورًا لا نحصيها. ثم يعطيك القوة التي تمكنك من كسر القشرة التي لم تكن تنكسر حفاظًا عليك فتخرج خلقًا كاملًا. هل يعجز الذي أتقن هذا الصنع والخلق ووفر للجنين كل حاجات عيشه أن ييسر أمرك أو يقضي حاجتك؟

تسبيح الله فيما حولك تناغم وإيمان يقيني.