الأحد، 29 يونيو 2014

كلمات على هامش منسي!

أستطيع أن أقول أنني مللت وكرهت حقًا تأمين الشعب العربي المسلم بأكمله واكتفاءهم به حين يقول الإمام والخطيب :"اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل (هذا البلد) آمنًا مطمئنًا يا رب العالمين"! أكره أن يكون اجتماع أمة بأكملها على قلب رجل واحد في مباراة كرة قدم، ولو حدثتهم وذكرت الله لانقسموا إلى ألف ألف حزب! أكره أن تكون أمتي كالذي يتضرع بأن تتحرك طاولته وهو لم يبذل أي طاقة لتحريكها! يحز بفؤادي أن أصرخ في أمتي كلها (كبر مقتًا عند الله أن تدعوا بما لا تفعلون!)، أنا حقًا أبغض أن يكون تذكر مجتمعي الوحيد لأمته في هذا الدعاء، ثم لا دين ولا عروبة ولا مروءة، فقط هم يقولون أنهم أدوا واجبهم بالدعاء!
وددت لو أني صليت تراويح اليوم على تراب وبيننا وبين الرجال قطعة قماش قياس ما تسترنا؛ في حين أن أمتي لا يوجد فيها جائع، وددت لو أن رمضان يغيرنا ويجمعنا على قلب رجل واحد؛ ولكننا غيرناه وشتتناه إلى صخور تحل محل قلوب مليار مسلم . 
لا أدري حقًا لمَ أنا بائسة يائسة لهذا الحد، أعلم يقينًا أن الله محقق وعده وناصر عبده ومعز جنده، ولكنني كلما رفعت عينيّ عن همي وهمتي لأطمئن، تحطم في داخلي شيء كثير كبير لا يصلحه اللصق الخارق الذي يعيننا في الطوارئ خفيةً حين نكسر شيئًا مما تحبه أمي ، عمومًا، على مر التاريخ الذي يعاد كل فصل جديد لم تطل نكبة أمة إلا نهضت -وآمل ألا يكون طول نكبتنا حدثًا تاريخيًا جديدًا!- 
نحن الذين نحمل على عاتقنا أمة من مليار مسلم يجب علينا أن يكون صدرنا أوسع من صدور ١٠ أضعافهم، وأن يكون لدينا -حقًا- صبر أيوب! وأظننا نحتاج قلبًا يغلف بمواد كيميائية تجعله أقوى من طرق مليار مسلم محاولًا كسره! 

صب اهتمامنا على القشور والمتع مروع، تجاهلنا واكتفاؤنا بعيشنا الذاتي بسلام مزرٍ ، وأسوأ من ذلك كله؛ يأسي!
اللهم اسقنا غيث النصر ولا تجعلنا من القانطين!

 ﴿ وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ () فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ (هود-١١٥-١١٦)

الخميس، 19 يونيو 2014

السُّوق وأنَا . 1

لو كانت الأنوثة تقاس بالتسوق؛ إذن فالأنوثة لا تمت لي بأي صلة .
إذا حدث في يوم أن سمعتم بأني ارتكبت جريمة شنعاء، فلتعلموا يقينًا أنها كانت حين كنت أتسوق، تعرف أختي كم كنت أود تفجير ذاك الرجل الذي قابلته وآلاف أشباهه وحرقه وسحقه حين أراه يدخل في وسط قسم ملابس النساء الخاصة ويتفحصها، لو ارتكبت جريمتي الشنعاء فيه وأبدته لأضفت شيئًا جميلًا للعالم! ولقللت ذكرًا يريد أن يريكم بشعيرات نبتت على وجهه بأنه رجل وهو لا حياء ولا دين ولا عقل ولا ضمير فيه! أظنني لو فعلتها سأجعل العالم مزهرًا أكثر -بصدق-!
عمومًا، إن اضطررت لأن أتسوق، فأنا أتحول إلى وحش فجأة على أقل تقدير، لا أستطيع أن أصف مدى كرهي وبغضي للتسوق، ربما كان التسوق لذاته يتناقض معي، أو أرجح أن ما أرى أثناء التسوق هو ما يغضبني ويجعلني نارًا تستعر. أنا أشكر بعمق كل من يتحملني وأنا أتسوق، وأعتذر عن مزاجي الفظيع أثناءه.
قالت لي أختي اليوم وهي غاضبة: كفي عن التحديق في هاتفك وأريحي عينيكِ وأعطي التسوق حقه واختاري! قلت لها: حقًا أعتذر، لكنكِ تعلمين كم أن مزاجي سيء في لحظات التسوق وأود أن أتناسى وأمضي الوقت في شيء يفيدني ويبرد لظى فؤادي قليلًا! هي لا تعلم أنني قبل كل رحلة تسوق -بغيضة- أتأكد أن شحن هاتفي ١٠٠٪ وأنه يحوي كتابًا  إلكترونيًا جديدًا مثيرًا يجعلني أستمتع وأبرد فؤادي بعيدًا عن كمية الغضب والضيق والكرب التي تسكنني!
حسنًا، فلأحاول الآن كف ثرثرتي في وصف مشاعري ولأخبركم قليلًا لماذا أكرهه ولا أطيق قربه . 
- السوق في نظري دار مضيعة الوقت والميوعة والتبرج وكل ما يمكن وصفه بكلمة "الفساد"، أعرف أنني يجب أن أتغاضى عن هذا كله وأركز فيما أحتاج، لكن حقًا لا أستطيع كبت الغضب الذي يعتريني! كشعوري حين رأيت اليوم ذاك المشهد؛ رجل ملتحٍ تبدو عليه آثار الالتزام ويبدو مرتبًا أنيقًا يفهم معنى الدين، لكنه يمشي مع امرأة قد لا أبالغ حين أقول أن الدين براء منها في مشيتها وملبسها وفوق رأسها شيء أظنه عش طير، ووجهها أصفه بأنه -حزنت لأجلها لأنها ربما كانت ضحية- تلطيخ بالأصباغ! والرجل يحادثها ويضحك! حين كنت أحكي لأمي قالت أخواتي لي أنكِ لا تعرفين حاله ربما هو يرشدها ولكنها لا تطيعه! قلت لها ليس عذرًا ولا أستطيع التماس أي عذر واحد له، إن لم تطعه فلمَ يخرج معها؟! هل ضروري أن يبدو ملتزمًا بالشرع ثم يفعله ما فعل؟! حقيقةً في تلك اللحظة لم أتمنَّ أن أعلمه ولا أرشده ولا أصرخ عليه، بل تمنيت أن أقص -ببساطة- لحيته ليبدو خارج إطار الدين ثم ليفعل ما يشاء!
أكره أن أدخل السوق لأقضي ساعات طوال أتجول فيه حتى تنفد طاقتي، فلنأخذ ما نحتاج ونرحل بسلام آمنين!







أسبابي الأخرى في التدوينات القادمات في الأيام القادمة بإذن الله، آمل أن تحبوا شكل مدونتي الجديد بعيدًا عن الرتابة ولإراحة العيون بالنجديد ^^ 

الاثنين، 2 يونيو 2014

عذرًا فلسطين، أنا حبي صامِت .

صمتت كلماتي . دائمًا ما تخونني الكلمات حين آتي لذكر فلسطين، ففلسطين منذ بدأت أتنفس بالكتابة إلى لحظتي هذه هي تلازمني أكثر من روحي ولكنني كلما ومهما حاولت لا أستطيع أن أكتب عنها! لا أعرف كيف وأين وماذا ولماذا، كل ما أعرفه أنها أجلُّ من الكلمات. وكما يقال: "الصمت في حرم الجمال جمال!"
قبل يومين شاهدت مرياءً (مقطع "فيديو") لطفلة حكت عني وألجمتني لجامًا قاسيًا، لم تلجم كلماتي فقط بل استبدتني وألجمت دموعي ومشاعري وكل أحزاني وهمومي وأصمتتها عن الكلام. ربما تحدث عن بعض ما كان يعتريني القشعريرة التي انتشرت في جسدي انتشار النار في الهشيم، كانت قشعريرة جعلتني أخشى على نفسي أن أسقط بعدها مريضة لأيام كعادتي حين يعتريني شيء يشبهها. تركت المقطع بعد انتهائه وقمت منتفضة، لم يكن شيء ليرد لي روحي كما تردها الصلاة. توضأت، لا أدري وضوئي ذاك أكان غسلًا للذنوب والخطايا أم غسيلًا لبرد روحي المرتجفة في أوضاع العالم، المشتاقة ليوم فتح الناصبة نفسها لأجله! خرجت متوضئة لأتذكر أن أختي كانت قد سألتني عما اعتراني ولم أستطع أن أتحدث فقط أعطيتها المقطع لتشاهده، وبعد أن خرجت كان المقطع قد وصل للجزئية التي أحالتني إلى أشلاء! شهقت شهقة رميت على إثرها نفسي في أقرب كنبة، أدركت حينها أن تلك القشعريرة السيئة بدأت تعود لتجتاحني بقسوة. لملمت روحي بسجدة سألت الله فيها كثيرًا كما يعلم كم أنصب لخدمة أمة نبيه؛ أن يفتح علينا وأن ينصر الحق ولو بعد حين.


ملحوظة: لمدونتي الفخر كل الفخر أن تكون التدوينة رقم 100 هي عن فلسطين، أعتذر لفلسطين مجددًا عن صمتي .

ربما يتبع إن أتيح لي كلام!