الاثنين، 29 يوليو 2013

اعتراف " عشقي " ..!

هِي الأَشياءُ تَعْرِفُني .. وَأَعرفُهَأ كَما الأَحْلام ..!: اعتراف " عشقي ":
وكم سهرت الليل أبكي على حال أمة، وأنهكتني حمى الشوق للفتح..!
هم لا يعلمون، أن الروح هناك، هم لا يعقلون أننا مسؤولون..!
"وَقِفُوهُم إِنَّهُم مَسؤُولُون" 
تبكيني هذه الآية، ويبكيني حالنا، وهدّ قواي الشوق والعشق..! :"
أسيحيي الله عمر يا فجر؟

السبت، 20 يوليو 2013

هَمسُ قلب في جمعة الحرم ~

صلاةُ جمعةٍ تثلج كلّ ما في الصدر، رغمَ الألم،
في أقل من كيلومتر مربع من المسعى، اجتمعت شتى الجنسيات، هنا جزائريّةٌ وسودانية وتركية ومصرية وغيرهن..! نحن هنا لسنا عرب ولا عجم، نحن هنا "مسلمون"!
ساحاتُ الحرمِ جلّها مفروشة بالبشر، لو سقطت ريشة من طيرِ مكّة، لسقطت على مصلٍ أو سجادة صلاة..! المسعى الذي لا يقف نشاطه سعيًا، اليوم مفروشٌ بالمصلين، حتى صار بين صفوف النساء والرجال ما يقارب القدمين أو أقلّ، كلنا لله، تأملت فُرُشَ الصلاة بشتى أنواعها وألوانها، وتساءلت، هل سيبدلنا اللّٰہ عنها بفُرُش السندس والإستبرق؟ ")
خطيبٌ بارك ربي في حروفه، أثلج الصدور العطشى..
"الصَّومُ فقرٌ، الصيام فقرٌ إلى الله، وفقرٌ إلى ما أعطانا الله"
يكفيني تعريفه للصيام! ")
رواكَ ربّي من كفيّ الحبيب شربةً لا تظمأ بعدها أبدًا كما رويتنا بهذا التعريف..!
يا خطيب، يا شيخ أحمد،*
تعالَ وأخبرهم أنّ الصيام فقرٌ إلى اللّٰہ "(
يا خطيب، أخبرهم،
أرىٰ سكّان مكّة لا يليقون بطهرها، إلا من رحم ربّي من الطاهرين،
يا خطيب، أريد إسلامًا! ولو لم أجده في شتى أنحاء عالمي، تمنيته في مكّة!
لكن... أمات عمر؟ </3
في عزّ حرقة شمس الظهيرة، ما بين الساعة الواحدة والثانية، والحرارة اللّٰہ أعلم ما هي من حرقة لظى الشمس، بعد خروجنا من صلاة الجمعة، سيارات الأجرة ضئيلة، أبي الرحيم يبحث عن سيارة أجرة، يوقفها، يطلب منه إيصالنا إلى سكننا القريب بالسيارة، فيطلب الرجل أجرةً غير معقولة أبدًا! فيساومه "فيتنازل" فيطلب على الأقل خمسين ريالًا سعوديًا! سعر غير معقول البتة! لمَ الاستغلالية؟ أنتم في حرم اللّٰہ وتنقلون المصلين في حرّ اللظى! أتستغلون؟ أتعملون حقًا لله؟
حسنًا، ترفضون نقلنا، لن نرغمكم، لكن نريد أخلاقًا! أن يتوقف الرجل بمركبته وينظر إلى أبي "بنصف عين" (نظرة كبر وازدراء) ليكلمه، ثم بلا رد وبنظرةٍ لا تليق ينطلق مسرعًا بسيارته!
يا ربّاه! ولو كنّا في حاجة والشمس تحرقنا، لا نريد نقلًا الآن، نريد أخلاقًا!
أمسلمون أنتم في حرم الله؟
لم يفعلها سائق أو اثنان، أغلب من وقفوا! ظللنا هناك، نرجو رحمة الله، وأخلاق أهل مكة!
بعدَ طولِ عناءٍ، ولظى غياب أخلاقهم يحرقنا أكثر من لظى الشمس، وأبي مرهق من قبل، حَلِمَ كثيرًا، إلى أن قال: (إن لم أجد من يتعامل معي تعاملًا "إنسانيًا" سأقف هنا تحت حرّ الشمس ولو إلى العصر! أنا لن أركب مع إنسان يستغلني، ولا يجيد التعامل معي! لو لم أجد خيرًا لن أتحرّك من هنا!)
كانَ فؤادي يهمس لي أن اذهبي واصرخي فيهم "أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ"!**
حاشَ لله، ما علمت على أبي من سوء، وليس أبي شحيحٌ، ولا يبخل علينا بريالات يقلنَنا من حرّ اللظى، لكن، أحبُّ هذا الرجل حينَ يتصرّف بحكمة ويعلّمني دون أن يشعر أن أكون كذلك! ولو في أمسِّ الحاجة، لن نُستَغلَّ، عزّة النفس أولى من كلّ حاجة!
دعوتُ من قلبي لذاك الرجل الذي يُساء إليه فيحلم ويجاهد لأجلي وأمي!
ودعوت من قلبي لمواطن يبدو عليه أنه ستينيّ، بسيّارتِه القديمة، مظهره لا يدلّ على شيء من بذخ، لا لشيء، لرحمته بالواقفين تحت حرّ ذاك اللظى، توقف، أخبره أبي، حتى قبل أن يسأل عن المكان قال اركبوا!
أخبره عن المكان، أعطاه أبي مبلغًا معقولًا، تبّسمنا له وودعناه وأغرقناه بالدعوات! 
{فينا خير، فلننفقه ببذخ!}
شكرًا يا خطيب على هذه الدعوة! الصيام دافع للخير، شكرًا لغربتك وبقاء أخلاقك وطيب أصلك أيّها العم، سأسرف لك بالدعوات..!

______
*أحمد اسمٌ مستعار اخترته للخطيب، لطيب ما سمعته منه، أحسسته أحمد!
**[سورة هود: ٧٨]

ملحوظة: أنا ضد ثقافة التعميم، ولا أعمم، فهناك من أهل مكّة الطيبين الطاهرين الذين يعجز اللسان عن وصف جود أصلهم، لكن أتحدث عن بعضهم..

١٠/رمضان/١٤٣٤
#هَمس_سَحَابَة

الثلاثاء، 16 يوليو 2013

كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ !

وبينَ أكُفِّ الحيَاة، وفِي رَحَمات اللّٰہ أرتَعُ وأتَقلّب،
سعيدةٌ أنا، لديّ ربٌّ رحمنٌ رحيم، عندي أم وأب كالجنّة، متحدّرةٌ من أسرةٍ شامِخة،
ولي رفقةٌ هم جنّات الدنيا!
ماذا أريد أكثر؟
مهلًا.. أسرفتُ،
فِي غسَق الدجىٰ.. لاحَ لي لائِحٌ أَن فكّري، تأمّلي، أحسّي بمَن حولك..!
هُنالِك، أغمَضتُ عينيّ.. وفكّرتُ طويلًا..
مَاذَا لَو.. لو أنّ الحَيَاةَ كذا ظلامٌ في ظلام؟
كَيفَ سأرىٰ نورَ أمي؟ كيفَ سأقبّل إخوتي؟ كيفَ سأرنو فوقَ السحاب الّذي لا أراه؟ كيفَ سأتأمّل؟ كيف سألتمِسُ عظمَةَ ربّي في مخلوقاتِه؟
أنا إن التقيتُ بشخص.. كيف سأجلس معه؟ كيف سيراني ولا أراه؟ كيفَ سيعامِلني؟
سأدرُس؟ سأبكي حينَ يهزؤونَ بي؟
سأغضب حين يستفزونني؟
سأطمَح؟ سأحلم؟ سأسعىٰ؟
من سيتزوجّني؟ هل سيتحمّل كبد الاعتناء بي؟
 كيف سيبدو بيتي الذي اختيرَ لي.. لأنني لا أستطيع!
ألن أعمل؟ من سيقبل عمياءَ كمهندسةٍ أو طبيبة؟
سأنجب؟ سأقصّر في الاعتناء بصغاري؟
 هل سيحبّ الأولاد أمّهم الكفيفة؟ أم سيهربون ويختبؤون عنها بين أصدقائهم.. لكيلَا يُهانوا بـ"أمّكم لا ترىٰ!"
سأصبر؟
سأسلّي نفسي بـ"إن الله قال إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة"*
هل سأحبّ الحياةَ وهيَ ظلام؟!
أظنّ اللهَ يعوضني بنورٍ بلا عينين!
كيفَ سأحيَا؟

بينَا أنا غارقةٌ في آمَالي، إذا بكفٍ حانيةٍ تهدّئني، كانَ ذاكَ أذانُ الصُبح..
ربّي يناديني، فتحتُ عينيّ فإذا هي غارقةٌ بينَ الدّمع..
ربّاه شكرًا.. وعفوًا!
شكرًا لأنّك منحتَني حياةً بعينيّ!
وعفوًا إلهي.. عفوًا جزيلًا يا رب..
لم أقدّر نعمتك.. لم أعمل بها..
بل لم أشعُر..! بل أسأتُ يا ربّ!
أسأتُ حينَ كنتُ أنانية.. لم أفكّر يومًا في فئة يبصرون.. يبصرون ببصائرك يا اللّٰہ، لا ببصرنا القاصر..!
أخجل يا اللّٰہ أخجل.. حينَ أراهم أفضل مني!
أخجل يا اللّٰہ، حينَ يرىٰ مجتمعي أنّهم عاجزون..
أخجل يا اللّٰہ، يومَ ينفَرُ منهم وكأنّهم حِملٌ ثقيل!
أخجل يا اللّٰہ، حينَ تسألني ماذا قدمتِ يا مُزنة، فأطأطئ خجلىٰ، وأقول لا شيء يا ربّ!
عزمتُ اليوم، أن أحملَ رسائل.. علّها تبلغ الألباب..
هم كأنا.. وأنت.. ونحن..
هُم بشرٌ ككلّ البشر، يحلمون ويسعون..
عُتبىٰ من اللّٰہ نتجاهلها.. {عَبَسَ وَتَوَلَّى () أَن جَاءَهُ الْأَعْمَى} أنّىٰ تعبسون وتُعرِضون!
{وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى () أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى}!
أنسفّههم؟ أظنّ أنّهم "معاقون"؟
{وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَى () وَهُوَ يَخْشَى () فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى}
أنتلهّىٰ عنهم بسفاسف الأمور؟ تكفينا هذه العُتبىٰ من الربّ "(
{كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ}
{كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ}
{كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ}!**
حرامٌ عليكم يا مجتمعي حرام.. أن تدمّروا أحلامهم بيديكم!
حرامٌ والله، وستُسألون..
فلنسعَ ولنعِش أحلامهم معهم.. ولنحققها!
رفقًا يا خيرَ أمةٍ رفقًا! ")


_______________
*صحيح البخاري، باب فضل من ذهب بصره، رقم الحديث 5329
**[سورة عبس: ١-١١]
*** الصور من مجموعة إبداع البصيرة في الفيسبوك








الخميس، 11 يوليو 2013

لَا أخَاف..!

كانت ليلةً شديدة السواد.. لم يكُن هناكَ شيءٌ يبشّر بخيرٍ أو "يفتَح النفس"..
علىٰ الضوءِ الخافِت من آخر البهو كنتُ ألهث، وحينَ أوشكتُ على الوصول..
صوتٌ جبّار رهيب هزّ فرائصي، لمْ يكٰن ذاكَ صوتي، ولم يكُن معي سوىٰ ظلّي الخفيّ،
في لويحظَة، 
دارَ في ذهني مئاتُ الأفكار،
لربّما هوَ لصٌّ أو شاطرٌ أتىٰ ينهَب داري،
لربّما هوَ غاصبٌ أو مجرم،
لربّما هو شيطانٌ من الجنّ سيخطِفُني،
لربّما سأموت..!
أنا امرَأةٌ ثكلىٰ في دارِها، مَا قوّتي؟!
أنا لا زلتُ صغيرة، أنا لا أريد أن أموت..!
لم يتحدّث في ذلك الوقت إلا جلدي المقشعّر وجسدي المرتجف..
حاوَلتُ تذكّر شيء من كلام اللّٰہ، علّه ينجيني، وكأنّ كلّ تفاصيل التراتيل هربت فجأةً إلى بوابة عالمٍ تختفي بوابته فور الدخول..!
وكأنّ بيني وبين الموتِ شبر.. بل أقل..!
لاحَ من بينِ شريط الذكريات الذي يركض أمامي ناظرةً إليه نظر المغشيّ عليه من الموت..
لاحَ شيءٌ ما ظننته يلوح..!
أدركتُ بعدها أنّ شيئًا من رحمات الربّ ألاحته..
{فَمَنْ يُؤمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ}*
{فَمَنْ يُؤمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ}
{فَمَنْ يُؤمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ}
لا يَخَاف..!
وكأن النورَ حلّ من حيثُ لا أدري.. وانقشَع ظهرُ الظلام بجبروت عظيم..
أنَا لا أخَاف، أنا لا أخاف، أنا جنّتي في صدري، أنا لا أخَاف..!
أنا معك يا ربي وأنت معي، أنا لا أخاف..!

______________


رحمني الربّ بتلكَ الظلمة، كنتُ يومَها سأموت.. لكنّه أعطاني حياةً من الموت..!
وكلّما غضبَ مسؤولي، أوشكتُ على الضياع، تأخرتُ عن الحافلة، عثرتُ بحجرة، ماتَ أبي، انقطَع الماء من بيتي، لم يهطل المطر، أختي في المشفى، نسيتُ ضرورة من ضرورياتي،
لاحَ صوتٌ جهوريّ مطَمئِن، {فَمَنْ يُؤمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ}
ومِن يومِها، أنا أكثر المخلوقات راحة، لأن مَنْ يُؤمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ..! ")

*[سورة الجنّ، الآية ١٣]

الأربعاء، 10 يوليو 2013

رسَالَة إلىٰ البَلجَاء~ !

رِسالةٌ مِــنْ عمقِ اللّيلِ، إلى البَلجَاء الحبيبة~

بمَ أبدأ؟
حينَ تضيقُ عليّ ممرّاتُ المَدرسة، ولا أجدُ مِــنْ اللّٰہ ملجأً إلّا إليه، وفي غمرةِ الغيابِ والغُربَة،
أبتَسم! بَل أضحَكُ مِــنْ قَلبي! بَل قد أدمَع فرحًا! حينَ يبعثُني اللّٰہ إلى تلكَ النّافذَة الّتي لا أدري أصلُها، أهيَ تُرسل ضوءها مِــنْ نّورِ إلىٰ الظُلمة! أمِ النّور هو المتحرّر مِــنْ ظلماتٍ ثلاث!
 أرىٰ السعادةَ تحتويكِ كحضنٍ لا تجدينَ غيرَه مأوىً!
حينَ تركضينَ وتلهينَ مع رفيقاتِك، وكأنّ لا شيءَ غيرَه يستحقُّ!
أمضيْ وكأنّ الحَيَاةَ ليست للحُزن، الدُّنيَا تعب، والجنّة الرّاحة! ")
ولَم تنطُقي بحرفٍ، بمجرّد نشوةٍ منك!

رسَالةٌ إلىٰ البَلجَاء،
أعلَمُ أنّني قصّرتُ كثيرًا، ومُذ صغرِنا لم أكُن قريبة البتّة! لربّما ظننتُكِ صغيرةً! ثلاثُ سنينٍ فصلنَني عنكِ، وكأنّكِ كبرتِ فجأةً وكبَرتِ في قَلبي أكثر! حقًا لا أدري كيفَ! لأنّكِ كبرتِ؟ أو لأنّ رفيقتي البَلجاء أراهَا فيكِ وأراكِ فيها! المهمّ أني أحبُّكِ أكثرَ ممّا تتصوّرين! واغفِري لي، وعسى أن أستحقّ لقَب "خالتي"!
البارِحة، أقصدُ قبلَ نيفِ يومٍ أتمَمتِ عامَك الثالثَ عشَر، للجنّة عساكِ تكونينَ أقرب، ولله، لله يا بُلَيجَتي الصّغيرة كَما أحبّ مناداتك! ")
بالأمسِ لَم تفكّري بي كثيرًا، كنتُ مجرّد تلكَ الّتي حفظتِ أنّها أصغر خالاتِك، وأنّكِ يجبُ أن تقولي "خالَتي مُزنة" ولا تقولي "مُزنة" كما تعلمك أمك لأنه عيب، مع أنّ السنينَ لَم تطُل بيننا، وتلكَ الّتي تكتفي بحديثٍ جافٍ "أقل من المستوى" معك!
اليَوم، سعيدةٌ لأنّني ألعَب دورَ الخالَة، سعيدةٌ بأنّكِ -وإن كنتُ لستُ أهلًا لهذا- أن تفخَري بي أمامَ رفيقاتك، (هذه خالتي)، وتضميني بأوسَع ما تفتَحُ يداكِ، والرفيقات فاكّاتٌ أفواههَنّ، "هذه خالتك!!"، فتشدّين عليّ وثاقَ حضنكِ وبفخرٍ اكتساكِ (نعم خالتي!) ، فرحةٌ لأنّ دمعاتُكِ وشكواكِ في المدرَسة، لا تجدُ لها طريقًا سوى خالتي مزنة!

رسالةٌ إلىٰ البلجاء،
حبورُك، بَحبُوحَنك، أحبُّها! وجميلٌ أن تَكونَ رفيقاتُكِ مصدرَها،
لكن، كُوني معهنّ لله! أحبيهنّ لله، شاكسيهنّ لله، العبنَ لله، اضحكنَ لله، وادرُسن معًا لله!
وحينَ يأتي ما ليسَ لله، ما لا يرضَاهُ اللّٰہ، استَأذنيهنّ بابتسامةٍ تشقُّ الجبالَ نورًا!
وتَعالي إليّ، في أيِّ وقتٍ أريدٰك، ضمّيني، في كلّ وقتٍ أنا خالتك ولك!

رسالةٌ إلى البلجاء،
حبيبتي، أعلمُ كَم ترينَ أحيانًا الحياةَ صعبَة، وتتمّنين لو لَم تَكُوني ولَم تصيري! لا تَستَسلِمي، كوني بالله قويّة، حتّى أبسط الأشياءَ اعمليها لله! فقط له!
في سنّك، استمتعي بكلّ شيء، كلّ صغيرةٍ قبل الكبيرة، استمتعي بكونكِ أكبر أخواتك -رغم أنكِ الثانية بعد أخيك- ، استمتعي باللعب، استمتعي بخدمة أمك، استمتعي بالحياة!
استمتعي بكلّ شيءٍ يرضي ربّك! استمتعي بذكره، استمتعي بقربِ اللّٰہ ")

رسَالةٌ إلىٰ البَلجَاء،
الغُربَة، مؤلمة جدًا أعلم، لكن... كوني فيها قويّة، بليجتي الصغيرة "طوبَىٰ للغرَبَاء"، ألا تكفينَا طُوبىٰ؟ ")
أعلَم أنّكِ الوحيدَة المحجّبة بينَ رفيقَاتك، أعلمُ أنهنّ -ولو كُنّ على أدب- لسنَ بالدينِ الّذي هدانا اللّٰہ إليه، كوني رفيقة بهنّ، صاحبيهنّ في كل شيء، كل شيء إلا ما لا يرضىٰ ربّك!
كُونِي غريبةً بليجتي، نحنُ نريدُ إسلامًا حقًا، كوني غريبة، والله معك، وخالتُك الصغيرة أنا معك ")
قُومِي واترُكي كلّ ما لا يرضي الربّ ولنمضِ لله بنيّة أختي ")

رسالَة إلىٰ البَلجَاء،
أحتفظُ بصورَتكِ في جهَازي، إن أردتُ أن أبتسمَ عدتُ إليها، كبرتِ حبيبتي! وأمامنا الكثير للجنّة!
فلنَعمَل، فلنعمَل، فلنَعمَل، ولنحتسب!
جمالًا يتنقّل على الأرض دومي، كأنتِ الآن، وكأمّك!
فلنَكُن قرآنًا يمشي على الأرض، فلنَتأمّل، فلنَكُن دعاةً للخَير، فلنَكُن فاتحين يا بليجة!
كُوني بالله قويّة، أعدّي نفسَك، أعدّي إخوتك، فوراؤنا فتحٌ يليه فردوس! كوني لها!

رسَالَة إلىٰ البَلجَاء،
أنا أحبّك، أحبّك لله وفي اللّٰہ، أنا بجانبك مدىٰ الدهر، فكوني معي لله ") ❤



اللّٰہمّ اجعَل البَلجَاءَ كالبَلجَاء، واجمَعني بالبلجاءات في فَرَاديسك ")

تفاصيلُ رتَع روحٍ في رَمَضَان ومكّة! ")

٢٩ شعبان ١٤٣٤
١٨:٥٠
في الحافلة
الانتظار ملّ الانتظار، وإذ بفتاةٍ تصرخ:
"آه بعد بكرة رمضان! ما أصدق! اشتقنا لرمضان!"
وهناك الدمع تكوّر كجنينٍ في تاسع شهره، وأبت الحروف أن تعبّر، رمضان أحنّ، اروِني يا الله برمضان!

٣٠ شعبان
٨:٤٥
على فراشي
أقوم فزعًا والروح مفزوعة والقلب يخفق أكثر مما يتحمل والعرق يتصبب..! تأخرت! اليوم الذي أنتظره منذ أكثر من عام، كيف وأين ومتى وماذا حصل! أمي أختي خذوني هناك الآن! لا يهم كيف! تصرفوا رجاءً..! "(

١١:٠٠
في مدخل جامع الإمام تيمور، يا ربي يسّر واربط على قلبي!

١١:٠٥ 
في الجامع! مع الرفيقات، تلك التي يخفق القلب حنينًا إليها على بعد مترين عني، وكلهنّ هنا! والأرواح تدوي بالتهاني، غدًا رمضان! الليلة تراويح!
الجسد متعب، لكنّه يهفو، ربّاه شكرًا وعفوًا..!

١٢:٠٠
حان الوداع! يحتضنّ الجميع بسلام، وحين يصل الأكثر إلى مزنة، لا شعوريًا ينسكب الدمع،
"ستذهبون مزنة؟
برحمة الله ")
متى؟
الليلة بإذن الله
اليوم! آه مزنة خذيني!"
هنا تعتذر حروفي من الحضور لطيلة ما تحدّثت وتدع المجال الآن للدموع!
كوني قوية يا أنا أمامهم على الأقل!
ومضى شهر، وحان الوداع، وأتى رمضان، والليلة السفر ولم أقكر حتى في أي شيء! مرهق ومشتت جدًا، رباه اربط على قلبي..!
"أتمنى أن أجد أكبر حقيبة عندي أضعكم كلكم فيها وآخذها معي، وحتى لا داعٍ لأن آخذ ملابسًا، أريدكنّ أنتنّ فقط!"

١٥:٥٥
المركز الصحي
"أنتِ التالية للتطعيم، استعدّي!"

١٧:٠٠
المنزل
"ضميري العزيز، اصحَ رجاءً، خمودك يأتي في أوقات غير مناسبة أبدًا! استعدي يا أنا وجهّزي حقيبتك، لم تفكري إلى الآن ماذا تأخذين، لم تتبقَ إلا سويعات!"

١٨:٢٥
"العدة للسفر

أهم شي شوفي الفواصل!"

١٩:٠٠
"آه سحابة خذيني معك!
تجهزي، سنذهب للمطار بعد ساعة! سآخذك معي!"

٢٠:٠٠
"أسرعي مزنة، إنها الثامنة! أبي سيضيق إن رآكِ هكذا!"

٢٠:٥٥
"تأخرنا جدًا يا بناتي هداكنّ الله، الطائرة موعدها يقترب!!"
"في الطريق إلى المطار أخي
حفظكم الله في حلكم وترحالكم أختي، أستودعكم الله"

٢١:٠١
"يحفظك خالقي سحابتي، حافظي على قلبي!
تعالي للمطار الحقيني، نحن عند إيداع الحقائب،
وراك! تو أجي جنبك!
بتصيحيني قدام الخلق! حسستِني حقيقة أنك معي!
حقيقة قلبي معك!"



٢١:١٥
"أتحدّث معك لأتناسى الألم!
مزنة لا تنشغلي بي ليزيد الألم!
ليست من قلبك! لا تقلبي المفهوم! أتحدث معك لأنك تريحينني!
لم أقلبه.."

٢١:٣٠
"سنركب الطائرة الآن، دعواتكم!"

٢١:٣١
وماذا لو كنتُ طيّارًا يحلّق في السماوات بلا حدود؟
#حلم_يراودني_منذ_الصغر



٢١:٥٩
"نحن في الطائرة، أستودعكنّ الله!
"(
قوية؟
قوية
أكيد؟
أكيد
بمن؟
بالله
كذاك أباك! ") استودعتك الله"

٢٢:٢٠
"مزنة أغلقي جهازك! رفيقاتك في وداعة الله! ستأتي تلك السيدة وتزجرك!
طيب، سأغلقه الآن..
كوني بالله قوية، لا تنسي بيننا تواصل روحي في كل ثانية، أستودعك الله ❤"
"لا حروف تخرج، فقط استودعتكم اللّٰہ!
سأليهم كيف في البيت أصيح لهم أبا أختي! استودعتك اللّٰہ حبيبتي ولن يضيعك ") "
والتوصيات تنهال عليّ كوعاء أدخل لتوه في حوض مليء بماء الوضوء، "أول ما تصلي طمئنيني"

٢٢:٣٥
أقلعنا!
أعترف أنني في تلك اللحظات بكيت! بكيت بحق! لا أدري ماذا من شتات العالم أبكاني!
والحمدلله على الغطاء الذي وضعته على وجهي لئلّا يراها أحدٌ دموعي!
أبكيت على رفيقتي لأنني لا أريد تركها، أم لأنني أريد أن يرحمني ويرحمهن ربهن بحرمه المقدّس، أم أنني سأنفجر ألمًا، أم على بكاء أختي التي تركناها في وداعة الله ولم نودعها، أم شوقًا، أم أنني لحرم الله متجهة، أم لأنه رمضان! أم أم أم أم...!
كل شتاتات العالم سكنتني..
ما هدأني غير نظرة الحبيب الذي يقبع بجانبي وينظر إلى عينيّ ويضحكني!
أبتاه، بنيّتك هائمة بك! ")
"يا الله أستودعك كل من في هذه الأرض، ربي احفظهم، ربي ارحمهم، ربي الطف بهم، ربي ربي ربي!
يا الله فارّة إليك كلّي! أتقبلني يا رب؟
تركتُ كلّ من في الأرض هذه فارّةً إليك!" ")


٢٣:٠٠
وأخيرًا أحضروا الطعام! أبي وأختي جائعان جدًا! وأنا لست جائعة..
"دجاج أم سمك أم خضار؟
دجاج"
وعادت عقدة الصغر إلى مزنة!
لا أدري ما السبب وما المصدر، منذ الصغر، لا أطيق طعام الطائرات البتّة، نقطة ضعفي هناك! حينَ أرىٰ المضيفة آتية بعربتها أفر إلى دورة المياه ولا أخرج إلا بعد أن تأخذ كل الطعام! لا أدري ما الفارق بينه وبين باقي طعام الأرض! فقط لا أطيق حتى رائحته، رائحته تصيبني بالغثيان الشديد جدًا ويؤلمني جسدي كله بتلك الرائحة!
أعترف أنّني أحاول مقاومة هذا الأمر في نفسي من صغري ولم أستطع، والعام الماضي، كنت أقوى من كل يوم، وشممت رائحته بفخر، وأكلت البعض منه!
واليوم، لم أكن قوية بما فيه الكفاية، جاءني ما يأتيني كل مرة، صحيح أني قاومت وأكلت تلك الكعكة بصعوبة، ولكنّني كنتُ ضعيفة، والعقدة هي العقدة!
سأحكي لكم أنني مرةً بقيت ما يقارب الأربع والعشرون ساعة لم يدخل في جوفي إلا الريق بسبب طعام الطائرة!
رباه غوثك :"

٢٣:٣٠
مثل هذه الساعة قبل عام بالضبط! أكملنا عامًا يا اللّٰہ! مضى عام بلا أمّي! واستعددنا لرمضان ودخلناه بلا أمّي!
أمي الغائبة أشتاقك، برحمة اللّٰہ كوني بخير في رتَع الجنّة ")

٠٠:٠٠
في سماوات الله
"مزنة مزنة اسمعي!"
صلاة التراويح من الحرم في الطائرة تبث! آه يا الله أشتاق، قادمة أنا بروحي وجسدي ❤

٠٠:١٥
الدنيا ظلام هنا في الطائرة، أختي متكوّرة كطفلة العام في حضن أمي النائمة، أبي شرب القهوة لتوّه وقاعد يتحدّث مع الذي بجانبه، آه كم أثّرتٓ فيّ يا سيد بلا أن تشعر! شكرًا! (أخبركم قصته لاحقًا بإذن الله)
والقلب مشغول على من تركتُهُم وبالهم مشغول عليّ جدًا، في وداعة الله هم ")
قراءة كتابٍ مثير ستفي بالغرض، تحت ضوء القراءة الضوء الوحيد المنبعث في وسط ظلام الطائرة كنتُ أسبح مع الكتاب، ومع ذاك الفاصل الذي يذكّرني بكلّ تفاصيله بها، وحينَ أوشك أن أدمع، أنظر إليه وكأنه يجيبني يقول كوني قويّة مزنة!

٠٠:٢٠
أبي قدم لتوّه وقد لبس لبس الإحرام، آه يا أبتي، وسيمٌ جدًا بهذا اللباس :$

٠٠:٢٢
"للإخوة المسافرين إلى مكة للعمرة (أو للحج!) سنمر على الميقات بعد حوالي ٢٥ دقيقة، فالرجاء الإحرام عندها، وشكرًا"

٠٠:٢٨
صوت الحبيب
"لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك!"
الشوق يزيد، آه يا قلب! ")

٠١:١٥ (بتوقيتنا) / ٠٠:١٥ بتوقيتهم
حطَطنا لتوّنا في جدّة، كوني بخير إلى أن تصلي لمكّة!


٠٢:٣٤
دخلنَا حدود الحَرَم المكيّ، لبيك اللهم لبيك، الحروف لا تحكي!

٠٢:٤٥
هَا هو برج الساعة المكيّ، ياااا اللّٰہ بلّغني، يااا اللّٰہ أحنّ، أفي حلم أنا أم فعلًا في مكة!

كلام كثير بعد، والقصة تطول، لكنّ شحن الجهاز يخونني! ><"
نقطة انتهى السطر!

(*كلها واقع، بعض المحادثات بتصرّف بسيط)

الأحد، 7 يوليو 2013

مشهَدٌ من حياتها~

طفلةٌ تقعُد في الكرسي الخلفيّ للسيّارة،
تمصّ الحلوىٰ الّتي تتشبّث بها،
اممم حسنًا، هي ليست طفلةً بكلّ مقاييسكم، هي طفلة، لكن طفلة كبيرة، طفلةٌ في الخامسة عشر من عمرها..!
ترتدي السواد، بعضٰهم يقول أنّها كئيبة، لكنّها ليست كذلك، هي في داخلها ملوّنة مزهرة جدًا، وبما أنّها ذاهبة لمجلس لا أحد فيه سوى الفتيات، فارتدت لبسًا مزهرًا جدًا تحته، وحذاءً جميلًا، حذاءُ طفلة!
قبعت في الكرسي الخلفي تسبح في أطياف الكَون، وهيَ تترنّم معَ أحدِ الأناشيد،
كعيُون طفلٍ يترقّب عودة أبيه المسافر مذ كان متكوّرًا في رحم أمه، تراقِب السّماء،
"ياااه، عَظَمَة! (عَ ظَ مَ ة) بحقّ..!"
كيفَ أبدع الربُّ هذه السماء، 
كيف صاغها بأدق تفاصيلها،
كيف ركّبها، كيف رفعها، كيف جمّلها..!
بديع بديع، سبحانه!
والسحَابُ الّذي تهيمُ به الذي هو أحد إخوَتها الأشقّاء، ينظر إليها، أن هلُّمي لنعانق السمو،
وتٰوقفها عن تلكَ الخيَالات صَوتٌ من أختها أن "وصلنا"
وإذا بهَا تجدُ عالمًا آخر تسبح فيه..

(رَجُلُ الفُول)
أظنّها منذ أدركت ماهيَة الأصفر والأحمر، ورجل الفول بينَ زقاقِ ذاك المكانِ يشرِي فولًا يُقال أنّه من السودَان،
كثيرًا ما تشفِقُ علَيه، حينَ كانَت صغيرة، كانَت نادرًا ما تشتري منه، وفي الغالبِ كانَت أمّها تزجرُها "لا تشتريه، إنّه ملوّث، إنّه سيء، سأشتري لك غيره..."
لَم تكُن تراه ملوثًا بقدر الغبَار على عينِ الرّجل.. لم ترِده أن يتسوّلَ، فالرّجل يبيعُ ليكسبَ حلالَه!
(ودعوني أخبركم شيئًا بيني وبينكم، أحيانًا كانت عندما تشفق عليه، تختبئُ عَن أمّها لتشتري منه بعضًا ممّا تروم..!)
وكبُرت، والرّجل مالَ إلىٰ الشَيب، ولا زالَ يتجوّل هناكَ بحكَايَاه، أغدًا ستحكي لي يا عمّ؟


(هَزَلُ قِطَّة)
بينَا تجرّ رجلَيها واحدةً تلوَ الأخرىٰ، وكأنّهنّ أصبحن فجأة حملٌ ثقيل..!
إِذ بسنّورَة، تبدُو عليهَا ملامِح الصغَر والطفُولَة، تَبحَثُ عَن هدف،
على اتّساخِ معَاشها في الشّارع وضيقه، لا زالَت مستمّرة، ويقينُها بالله يزيد "خلَقَني فسيرزقُني..!"
وكأنّ من عينَيها أقرأ (لمَ أنا هنا بهذه الحياة الكئيبة جدًا؟)
يا صغيرَة القطط لا تيأسي، خلقك لتسبّحي، ولم نسبّح..! "(
 لَم يكُن خلقُك تجربةً فاشلة، اللّٰہ لا يجرّب يا حبيبة،
وكأنّني أرىٰ في إحدَىٰ تلك الفراديس مملكةً، عالمًا آخر للقططِ التي لطالمَا ركلُوها، للتي عاشت بين لَوثٍ وجُوع،
يا قطّة، شكرًا على درسك الثمين! ولعلّ الجنّة يا هرّة، تهديكِ عالمًا مبنيًا من بَيَاض وخضرة..!

*كُتِبَت حكايةً عن الجمعة (قبل يومين) ^^

الأربعاء، 3 يوليو 2013