الثلاثاء، 26 مايو 2015

ثرثرات لا تهمكم ٨

في صخب الضلوع وإخفاء الأنين -المتكلف أحيانًا- بضحكة أعلى صخبًا منه، في تجاهل الوجع حتى يهدنا تعبًا، نقفُ طويلًا، لا لنعلنَ انكسارَنا بل لنثبتَ لأنفسنا أننا واقفون باتزانٍ مملوئين بنور الله.

جنونُ الفيزياء والافتراضات والإثباتات الذي يجعلنا نضحك ضحكةً هستيرية تارة، ونصرخ ونصفق ونفتخر انتصارًا وكأننا سمعنا خبرَ قبولنا في الجنة تارة أخرى، كفيل بأن يجعلنا نواجهَ بقوةٍ حتى تأتي اللحظة التي نهرب فيها فجأة إلى أحضان الطفولة واللعب، وهو الجنون الذي يجعلنا نضحي بالنوم مع أمس حاجتنا إليه، والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. أكانت الفيزياء يومًا جهادًا؟ هي علمٌ والعلومُ موصلة إلى الله على أي حال.

السكينةُ التي تعتري طفلة الشهور في غمرةِ بكائها والإنصات بحب إلى ما أسكنها من آيات، تحدث الأطفال عن الله تلقائيًا، وعثورهم عليه في كل شيء؛ كل تلك الأشياء تصفعنا صفعة رجل واحد: "هل ابتعدتم عن الفطرة إلى هذا الحد الموحش؟"، إن لم تروا الله في تأمل حياتكم؛ أنى تؤمنون؟

ألمُّ انكساري لألقيه في سلةِ خبراتي وأمضي بلا مبالاة رهيبة، أنا أعرف تمامًا أنني عبد خطاء ولكنني أجاهدُ لأكونَ مؤمنة. المؤمن لا يدعُ في قلبه ثغرة للهزائم، يملؤه كله بالله حتى يفيض؛ فما إن يقترب ضعف يغمره وحي الله فيغرقه ويقتله. لا يقتلني.

كرهُ استيلاء الرياضيات والتكامل علي ليزاحمني بها الشيطان في صلاة الفجر الأكثر جهادًا، يوحي إلي: "تبًا متى أنهي هذه الثانوية؟ ٢٢ يومًا".

على ذكر الشيطان، أود لو يعلم حجم الطاقة التي أحملها بداخلي لأوسعه قتلًا رغم أنني لا أملكُ طاقة حقًا، هو أكثر ما يحاول حجبَ نور الله الساطع علينا لنغدو عميانًا والنور يغشانا. أي حياة تلك بغير نور الله؟

هناك تعليقان (2):

  1. حين قرأتُ الثرثرات -كما تدّعين وهي ليست كذلك- كُنت ما بين مُتيّقظة أفكّر في تسمية البنزين التي كتبتها بثقة ولم أعِد التفكير في حلّها أبداً ، وثمِلةٍ بسبب الصداع الرهيب والجوع والاحباط .
    في ذلك الحين لم أفهم شيئاً مما قرأته إلا "فيزياء... رياضيات.."
    لكن أظنّ أن عقلي الباطن أخذ يحلّل ما قرأته ويستوعبه ويصفّه تحت بند "أفكار جديدة أكتسبها" بينما كنت أظنني نائمة ، لِما لم يعمل عقلي هكذا في الاختبار! كان يجب أن أتذكر أن 'بارا' اسم شائع يدل على أنّ التفرعين في البنزين في الكربونة رقم ١ والمقابلة لها ٤ . الحمدُلله على كل حال.

    استيقظتُ قبل قليل لأندهش من كمّ المعلومات التي اخترنها عقلي في تلك السويعة التي أغمضتُ عينيّ فيها ، أُختزنت معلومة ظريفة وهي أن الحلوى التي وضعها الزهراء في طاولتي قبل الامتحان أسعدتني كلما وقعت عيني عليها لأنها من الزهراء ، ليس لأنها حلوى.
    وأن الأستاذة التي أمسكت بيدي بقوة ودعت لي قبل أن أدخل للقاعة كانت مُسخّرةً لي ، وإلّا كيف لذلك الرُّعب كلّه أن يتبدّد فور رؤية ابتسامتها؟
    وأنّ العلوم تقود إلى الله ، وما يقود إلى الله جُهاد. الفيزياء والكيمياء جهادٌ إذاً!
    وأن مُزنة تُخاطب عقلي الباطن وقلبي دون أن تشعر. دون أن أشعر أنا أصلاً!

    لا أعلم إن كنتُ كتبت قبل قليل تدوينةً كاملة على شاكلة تعليق. إن كانت كذلك فهي أحقّ أن تُسمّى "ثرثرات لا تهمكم"

    لا تكفّي عن مُخاطبة عقلي الباطن. أحبّك يا مزنة 💕

    ردحذف
    الردود
    1. آسفُ بعمقٍ يا غدير لأنني أبالغ في الفرح حين أرى تعليقك فلا أستطيع أن أرد حتى الساعة!
      يا الله! :")
      كان حريًا بهذا الكلام أن يكون في مدونتك هناك لننتعش بسحره كما تفعلين دائمًا، ولكنه أسعدني لأنه هنا بشكل لا تستطيعين تصوره.

      وأحبك غدير، فلا تحرمينا مما تكتبين، وعلقي هنا دائمًا :")

      حذف