الخميس، 28 يوليو 2016

بين ثنايا #مذكرات_صعيدية_منتزقة

ما كنت أعرف كيف تُكتَب المشاعر، كيف تمسك بإحساسك من عنقه وتثبته بقسوة على جدار الكتابة حتى ينزف. ما عرفت أبدًا كيف أكتب جزءًا من حياتي الجامعية النعيم، ذاك الجزء المتعلق بالأخوة التي أتقلب فيها يمين شمال تقلب النائم الآنس بعد طول إجهاد من الحياة. 

كان من المحال أن أنهي مذكرات الصعيدية المنتزقة حتى أنهي هذا الفصل، طالت الأيام وكان كل شيء ضدي لئلا أخرج من اختناق اللابوح، فجرت أختي كل شيء فأقسمت ألا ألبث حتى أنفجر حبًا.

لا شيء في الحياة يساوي تلك اللحظات التي تمشي فيها بجانب إنسان تعده أخًا في مكان تعشقه، لا شيء يساوي رؤية وجهه بعد يوم منهك فيموت كل التعب فيك، لا شيء يساوي لقمة تشطرانها وأنت تحبها لكن تشاركها حبًا، كرسيًا لا يكاد يحويكما يسعكما بحب، لقاء صباحيًا يوميًا، لا شيء في الدنيا كلها يساوي آية تتدبرانها، أو تلك اللقاءات في الحلقات القرآنية، مذاكرة تجويد القرآن معًا. لا شيء يساوي صوتًا يحييك بعد موتك، ومشاركة لكل شيء. لا شيء أبدًا يساوي تلك الليالي التي نضحك فيها على أعيننا المنتفخة في وقت السحر، أو على مواقفنا السخيفة. يستحيل في واقع الحياة خروج مفاجئ من الشقاء البحت إلى النعيم الغامر، لكن أنا الله أخرجني من مُرّ الحياة إلى نعيمها الحق حين أحاطني بأخوات يقسمن على الحياة ألا تشقيني ما حييت. 

للمشروع القرآني عمق امتنان، لله الامتنان الأعمق على الإطلاق، لأختي التي تأبى أن أشقى في الحياة كل السلام والنعيم في الآخرة. لعجزي عن التعبير وقلبي الذي ما هدأ مذ بدأت الكتابة غفران من الله أبدًا. 

قال لقمان الحكيم: (يا بني، ليكن أول شيء تكسبه بعد الإيمان بالله أخا صادقا..
فإنما مثله كمثل شجرة، إن جلست في ظلها أظلتك.. وإن أخذت منها أطعمتك.. وإن لم تنفعك لم تضرك.)