الثلاثاء، 1 نوفمبر 2016

مذكرات طالبة جامعية ١

أنا في الجامعة؛ المكان الذي تدرك فيه أنك في هذه الحياة لا يمكنك أن تضع أي توقع عما سيحصل بعد قليل، لا يمكنك أن تقدّر حتى، ولا يمكنك أن تحلم دون أن تضع ألف حسبان أنك ستنهزم في أي لحظة، لا يمكنك أن تمشي دون أن تتوقع أنك ستقع وتهوي وتنكسر ألف مرة قبل أن تتعلم المشي، وقد تستنفد كل العكازات المتاحة في هذا العالم، وقد لا تصل وقد تصل. 

الجامعة تعودني أن أجوع حتى أنسى أنني لم آكل شيئًا يعد طعامًا منذ أيام، أن أرهق حتى أنسى طعم النوم، أن أقع تحت ضغط نفسي حتى لا أظنني أنجو. الجامعة هي التي تعلمني كيف أقسم على الحياة ألا تهزمني مهما تنكرت علي، كيف أوظف كل انفعالاتي والزفرات التي أخرجها حين أغضب وحين أتحمس لأبر بقسمي ولا أحنث أبدًا. مهما علمتني الحياة كيف أجاهد من قبل، الجامعة بينت لي أن الجهاد في ساحة المعركة ساحتها وأن كل ما سبق لم يساوِ شيئًا مما سأحتاج من الجهاد لأحيا. لا زلت في بداية مشوار الجامعة، ولا زالت تريني من صنوف الجهاد ألوانًا، أهلًا بي في حرب الجامعة! 

الكيمياء خلقت لتعلمني الصبر، لتعلمني ألا أيأس مهما أخطأت الحساب، مهما بعدت نتيجتي عن الدقة. وجدت الكيمياء لتريني كيف أن الشغف كلما زاد؛ يجب أن يزيد معه الحذر والاستعداد للتصدي لكل شيء. هل كنت لأقنط وأنا أرى الحبر الأحمر من معلمي يطغى على أوراقي؟ لا والله ما قنطت والله رحيم!

على مدى انفتاح نفسيتي وصباحي وسعادتي بكل خطوة أخطوها في الجامعة، وعلى إثر إعلاني أنني لا أغار من تخرج أختي لأنني أحب الجامعة هي وتعبها وضغطها، أقسم بالله أنني أجاهد، لا أيأس، أدعو، وربِّ الرحمة والجهاد لتغدون حياتي حلوة.