الأحد، 30 مارس 2014

هذه أنا، فاختر من أنت!


اليوم سأتحدث عن نفسي، أعوذ بالله من أنا، ولكن لعلكم تعرفونني إذا انقلبتم إلى متنفسي!
أنا أكثر بنات أبي إتعابًا له! ربما لو أخلص حقًا سأكون سببًا كافيًا لدخوله الجنة! لا أقصد إتعابه ولا يهون علي وأتضايق حين أراني أتعبه، لكنني منذ صغري طفلة مشاغبة لأقصى حد، وكل من عاشرني منذ صغري إلى الآن ربما لا يصدق أنني أنا، أو إذا سمع عن حكاياتي، أكرر دومًا على مسامع صديقة الطفولة وصديقي (ابن أخي) أنني لا أود رؤية أي من الأولاد الذين كانوا معي في طفولتي، لأنني متأكدة أنني وضعت فيهم بصمة من شغبي فكانت كل هذه البصمات صنعت ماضيّ الأسود مع الذكور خاصةً! قد لا تريدون معرفة التفاصيل بشأن جنوني وشغبي، دعوها مستورة!
كبرت ولا زلت طفلة، أنا سعيدة أنني منذ نيف عام أصبحت ذات شخصيات عدة، يسعدني ذلك حقًا وأحبه!
الشخصية الأولى: شخصية مزنة الرزينة العاقلة الهادئة في المدرسة، لم يصنع هذه الشخصية سوى حكم الاختلاط، والغربة، وغيرها من الأسباب التي يعلمها الله، قد يرى بعضهم هذه الشخصية متعنتة انطوائية، لكن الله يعلم أنني قد لا أكون اجتماعية بالقدر السابق، ولكنني لا زلت أبتسم وأسلم على من أعرف ولا أعرف! هذا الهدوء لا يمنع طفرات جنونية في وسط البنات تطرأ علي فجأة! كيوم الأربعاء حين كنت رأس البلية وقت نزول المطر فحين خرجت البنات كلهن إلى الخارج تحت المطر، جاءت إحدى الأستاذات تزجرهن وتدخلهن، فكنت آخر من يدخل فتفاجأت وقالت: حتى أنتِ مزنة؟! ولم تعلم بأنني أول من ركضت إلى الخارج للاستمتاع تحت المطر  وشجعت البنات للخروج :P ، ومواقف أخرى كثيرة كتلك التي تحدث حين أجلس في كرسي مكتب بعجلات، وأسحب واحدة من البنات لتدفعني بقوة في الممر بسرعة عالية وأنا أضحك بنشوة والأستاذات يتجنن من الصراخ علي! وغيرها من المواقف الجنونية التي تسعد فيها البنات لأن مزنة العاقلة المثالية معهن، إذن لا بأس!
الشخصية الثانية: شخصية مزنة المرحة في البيت ومع الصديقات والأهل والمجتمع، في البيت آخذ راحتي وأفعل ما يحلو لي، وبحكم كوني الأصغر في بيتنا إذن فبيتنا يغلبه الهدوء، وما إن أسأم الهدوء حتى أفعل شيئًا يكسر حاجز الصمت، كأن أجهر بتلاوتي بصوت عالٍ، أو أشغل نشيدًا أحبه وأرفع الصوت إلى أقصى مدى وأغني معه، هذا إن لم تكن أخواتي في المنزل، أما إذا كن موجودات فربما قضية أو موضوع واحد يفي بالغرض لنفتح باب الحديث لساعات وننتقل من موضوع إلى آخر، أو اختبار صبر أختي بحركات تغيظها، كأن ألح عليها بشيء أو أماطلها وهي في أشد انشغالها وتركيزها، أو قد أكتفي بأن أصنع السعادة في نفوس أخواتي بإعداد شيء يحببنه. أحب جدًا حضور الحفلات والمناسبات الاجتماعية والدورات والمحاضرات، أستمتع باللقاءات والتنفيس عن الذات ولبس أجمل ملابسي وأكثرها أناقة ووضع ما يحلو لي في التجمعات النسائية، هكذا أنا عند صديقاتي وأهلي ومجتمعي القريب.
الشخصية الثالثة: شخصية مزنة الطفلة، في الحقيقة هذه الشخصية هي موجودة في كل حالاتي وأينما كنت، لكن تأتيها حالات تبرز فيها أكثر وتظهر، فهي دفينة في مزنة الرزينة، وهي موجودة لا شك في مزنة المرحة، ولكن ظهورها ووضوحها كالشمس حين أكون مع إخوتي الكبار وأبنائهم، وقد تظهر أحيانًا عندما أقابل أي طفل (إن كان المكان والجو ملائمًا)، ينصدم كل يوم أكثر أبناء إخوتي الصغار حين يرون طفولة عمتهم أو خالتهم التي ليست لها علاقة البتة في شخصيتها في الخارج! فعلى سبيل المثال: كان ابن أخي علي متفاجئًا جدًا حين رأى طفولتي في الحديقة حين كانت خاوية ولا أحد يستطيع رؤيتي، وتتفاجأ ابنة أخي ريا (في ربيعها الرابع) حين ترى تصرفاتي في بيت أخي، حتى أنها في المدرسة تذكرني بما كنت أفعل وتقول: لمَ أنتِ هادئة هكذا؟! وأما عن صديقي لقمان (ابن أخي في نفس سني) فحدث ولا حرج، أقول دومًا لأختي أن أكثر إنسان يتحملني بطفولتي وطيشي وتنفيسي عن نفسي هو لقمان!

شخصيتك: هي الخصائص التي تميزك عن غيرك وتحكم أسلوب حياتك، فاختر من أنت!
بيئتك ومن حولك وتصرفاتهم تحكم سلوكك، فحكّم عقلك وعش سعيدًا في حدود شرع ربك واستمتع، وقلد فاعلي الخير، ولكن لا تكن إمعة! ☻

هناك 13 تعليقًا:

  1. رجآء أنشري مقآلات تفيد المجتمع
    ولا تفضحي نفسكي

    وأعتذر إن أزعجتكِ

    ردحذف
    الردود
    1. أنا التي أعتذر إن أزعجتك،
      قي الحقيقة أنني قبل أن أضع أي تدوينة هنا أزنها جيدًا، وهذه المقالة وإن كانت تبدو لك أنها مجرد فضح لنفسي وغير ذات فائدة فهي في الحقيقة ذات أهداف ورسائل عدة، ولا أرى فيها شيئًا يفضحني حقًا! فكم وكم من كتابات أكتبها ولا أضعها هنا لأنها لا تكون مناسبة لأن يراها العامة!
      حبذا لو تحدثني في مكان غير عام حتى أخبرك بأهداف ورسالة هذه التدوينة، وتخبرني بما قد تراه عيبًا فيها، فأنا أحتاج تصويبكم وآراءكم بارك الله فيكم ^^

      حذف
    2. استاذ غير معروف/ لا أرى في الكتابة أي غلط! إن سمحت وضح من مقصدك :ولا تفضحي نفسكي:!!

      اعتقد هي رسالة تود ايصالها للجميع كن كما أنت في الموضع المناسب لك ... لا اتشدد ولا تراخي ... وفيها العديد من الرسائل التي تود ايصالها لكم و بإمكانكم ان تستشفوها من المضمون ...


      بوركت مزن الخير ووفقت للعلى.. سعداء بك حقا واصلي ’،

      حذف
    3. بالضبط، كما قلت تمامًا!
      بارك الله فيكم، الحمدلله رب العالمين ^^

      حذف
  2. ههههه حبيت ^^
    اهم شي مزنه المرحة :)

    ردحذف
    الردود
    1. ^^
      الحمدلله رب العالمين، يسعدني وجودك ^^

      حذف
  3. استقراء الواقع، والتعرف على الذات وفهمها جيًدا سبيل مقو للإيمان، فمن عرف نفسه عرف ربه!
    والتدوينة الظريفة هذه بما حملت استشفاف ليّن حسن جذاب بمواقفها وتفنيدها .. وتعدد نواحيها لربما يفتح لقارئها غرف مغلقة في عقله كان عليه فتحها منذ خلقه!

    :) استمري!

    ردحذف
    الردود
    1. هذا ما أردت إيصاله حقًا، أرجو أن يفتش القراء في شخصياتهم فيكتشفوا ما يقربهم لربهم وما يجب عليهم تركه، جزاكم الله خيرًا، والحمدلله رب العالمين ^^

      حذف
  4. كنت أقصد على الاقل بدون ذكر أسماء يعني

    (في قولي لاتفضحي نفسكي )


    ردحذف
  5. إلى الأمام يا خالتي

    ردحذف
    الردود
    1. وإياك ابن أختي الحبيب، رفع الله بك الأمة عزيزي

      حذف
    2. آمييين
      عسى أن يرفع الله بنا جميعا الأمم

      حذف