الثلاثاء، 18 مارس 2014

تجلده وتشاكيّ!

وحين أتذكر جدّي -شبيه الصحابة-* أعلم كم أنني أتشاكى ولا أملك من نفسي شيئًا!
جدي هو الذي حين أجريت له عملية في إحدى المرات ونهره الأطباء ألا يحاول أن يجلس، زاره بعض الناس فلم يستطع إلا أن يجلس احترامًا لهم، وجلس يحدثهم ويضحك بلا أن تبدو عليه ذرة ألم، حتى إذا ما أخذهم الحديث وأطالوا عليه، لم يدروا إلا بصراخ الممرضات حين رأين السرير الأبيض مكسو بالدم بسبب أن جرح العملية قد انفتح وهو جالس معهم، مع العلم أنه مصاب بالسكري وخطر عليه! ما حجم الألم الذي أخفاه وتجلد حتى يجلس معهم؟
إيه جدي! فقط أخاف من سؤال الله حين يسألني ماذا فعلت بأني حفيدتك**؟ أنا لا شيء أمامك يا صحابي العصر!
بالمناسبة: لقب "العيوز"*** الذي كان يطلقه علي أحبه جدًا! رحمه الله وجمعني به في فراديسه.

~

قُل لِلتّوجُع لَن تَقلّ عَزيمَتي
الصّبرُ زَادِي وَالجِنانُ هيَ الثّمَن


قُل للتَوجع إن أنَاخَ برَاحتيكَ
يَا سُلّمي نحوَ الجِنَان أحبّكَ!


إن أمرَض فمَا مرضَ اصطِبَاري
وإِن أحمَم فمَا حُمّ اعتِزَامِي!


_________________________
*هو الشيخ سعيد بن حمد بن سليمان الحارثي، الملقب بشبيه الصحابة رحمه الله.
**حفيدة أخيه، لكن ربما أقرب إليه من أخيه!
***العيوز بلهجتنا أهل القابل، حيث ينطقون الجيم ياءً، أصلها (العجوز)، وهو في الأصل لقب أطلقه علي خالي منذ صغري، لا زلت لا أعرف سببه لكني أحبه منهما!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق