الأربعاء، 26 مارس 2014

جَمَاعَة فِي شَتَات!

تلاحم المصلين يشعرني بشيء عجيب! اليوم الذي لا أمر أو أسمع فيه جماعةً يصلون يوم كئيب، أشعر أن الكون كله يقول للمصلين سيحوا حيث تشاؤون، الأرض مفروشة طوعًا لكم! في وقوفهم عزة، في ركوعهم كأنهم بنيان مرصوص، في سجودهم تحتضنهم الأرض لأنهم انضموا إلى ركب المسبحين وساروا مع الكون السعيد!
إيه كم تضيق ممرات الكون كله بي وبداخلي زحمات بكاء، ثم ما إن أرى المصلين حتى أنتشي سعيدة لا أحد مثلي، صلاتهم تشعرني أن لا تحزني، قد جعل ربك معك أحدًا، وتصرخ بي: ما دام هؤلاء يصلون في وسط اللاهين وينصبون، أتشكين أن أمتك ستعود بقوة وينصرها الله؟ أتشكين -إن كانت صلاتهم خاشعة- أنهم سيفتحون القدس معك؟!
لا شيء يغضبني ويحزنني من أبناء إخوتي كما يحزنني حين يتأخرون عن الجماعة، أود لو أقول لهم تأخروا عن كل شيء إلا الصلاة! أتتأخرون عن الحياة ثم تطلبون المدد من الله؟!
أفتقد حقًا كوني أنثى لا تجب علي الصلاة جماعة ذاك الشعور، أنتشي فرحًا حين يذكر أحدهم صلاة الجماعة، ولا أستطيع وصف شعور حين نخرج في رحلة إلى البر، فيصلي بنا أبي جماعة، وحين رجوت ابن أخي وصديقي أن يصلي بي ذات يوم حين كنا متعبين وصحى لتوه من نومه، وددت لو أقول له: لا تعلم كم تعني لي إمامتك وصلاتك بي، لو تعلمها لشققت الطرق كل صلاة لتأبى إلا أن تصلي بي! وعن صلاة الرفيقات جماعةً؟ وعن صلاة التراويح الرمضانية ذات الروحانيات التي لا أستطيع وصفها، أو لا يحيط بها ثمان وعشرون حرفًا، فقط أرجو من معشر الرجال رجاءً خاصًا أن يستشعروا ما أشعر به اتجاه الجماعة، أرجو حقًا أن تجتمع قلوب المسلمين كما تجتمع في صلاة الجماعة، إذن لسدنا العالم بلا منازع!
أسعدني أبي البارحة حين ذهبنا لبيت أخي فأذن فذهب الرجال للمسجد للصلاة، فعاد أبي متعجبًا، يقول: رأيت عددًا كبيرًا من الشباب الذين لم يبلغوا أو بلغوا لتوهم سن التكليف في المسجد، ومن شدة عجبي لقلة هذه المناظر في زمننا سألتهم: أعندكم درس أو اجتماع؟ قالوا: لا، أتينا للصلاة! إيه لو كانت حقًا قلوبهم صادقة، لقادونا بلا منافس!
أعترف أني سرحت اليوم في حصة الأحياء حين كانوا يذكرون من ضمن خصائص الماء (قوى التماسك والتلاصق)، وقالوا أن جزيئات الماء متماسكة لدرجة إن تبخر الماء من ورق الشجر سارعت جزيئات الماء في الساق لتحل محلها بالتماسك، وبما أن جزيئات الماء كلها متماسكة متلاصقة لا تنفصل، حين يرتفع الماء في الساق إلى الأوراق يرتفع كذا الماء في الجذور إلى الساق، وكل هذا يتم سراعًا لأنها لا تنفصل أبدًا، لم أكن معهم في الحصة، كنت أتذكر: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، أيطبق المسلمون بالله ما قيل؟ أولم يروا إلى إتقان الله في النبات، ألم يعقلوا أن كل ذلك لم يكن هباءً بل ليتفكروا! وما يذّكّر إلا أولو الألباب!

هناك 11 تعليقًا:

  1. ٲنتِ رائعة
    دمتي في ألق

    ردحذف
    الردود
    1. هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر، الحمدلله رب العالمين، جميعًا يا رب، يسعدني وجودكم هنا ^^

      حذف
  2. مبدعه اخيتي..سنعيد الأقصى قريباً بإذن الله

    ردحذف
    الردود
    1. الحمدلله رب العالمين، يا رب :")
      تهاني؟!

      حذف
  3. رائعة بارك ربي فيك

    ردحذف
    الردود
    1. يا رب، هذا من فضل ربي، يسعدني جدًا وجودكم هنا ^^

      حذف
  4. الله !
    ألجمتني كثييييراً جداً لو تعلمين !

    ردحذف
    الردود
    1. الحمدلله رب العالمين :")
      نهى أنتِ سعادة!

      حذف
  5. مآ شآء الله
    وفقكي الله إلى ما تسعين إليه

    ردحذف
    الردود
    1. يا رب، أنتم سندي وسعادتي حبيبي ابن أختي <3
      دم على قرب وكن عونًا <3

      حذف
    2. سنكون عونا لبعضنا البعض لننشر ديننا بأفضل صورة ممكنة

      حذف