الثلاثاء، 25 فبراير 2014

ثرثرات لا تهمكم

مذكرات يوم وليلتين

قبل دخول الليلة الأولى تجاهلنا إرهاق المدرسة وجاهدنا ننصب في ذلك المخيم الشبابي المتألق بلا توقف حتى حلول الساعة الثامنة، ثم توج التعب والإرهاق كله بالسعادة بحضور حشد لم نتوقعه ونجاح أكبر مما توقعنا، "ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون"..
بعد دخول اليوم استنشقت السعادة مع الأكسجين صباحًا، ثم أثمر في حضور جلسة قرآنية، وبعدها بالبرنامج الرائع والتلاوة التي زينته، وآخرها فعل صنعت لنفسي فيه سعادات عظمى شدت من عزمي، في منتصف تكريم معلمينا الأفاضل انسحبت ومصحفي إلى داخل المبنى ليؤوياني، ثم ألهمني الله لأجهر بتلاوتي بكل قوة وحماس، وأتخيل التشجيع والهتافات التي تهتفها المدرسة كلها لمعلميهم في تكريمهم هتافات لي أنا على تلاوتي، أو بمعنى أدق هي استغفار الملائكة لي، أو تلاوتي في الجنة حين يقال لي ارتقي واقرئي ورتلي كما كنتِ ترتلين في الدنيا! :") (عسى تكون نيتي خالصة حقًا وأستحق ما قلته)..
تراكضت الأوقات، وإذ بي أسمع أن اليوم تطعيمنا المفزوع منه، فركضت مباشرةً إلى ابنة أختي البلجاء لأنها حين تسعد أو تحزن تركض إلي، فقلت لها: أنتِ واثقة أني قوية صحيح؟ قالت: نعم! قلت: أنا بالله قوية! وركضت عنها، توجهت إلى ابني إخوتي المؤثر وإبراهيم؛ فأسألهم عن تجربتهم قبلي (لأطمئن عليهم أكثر مما أريد أن أطمئن نفسي) فيجيبون أنها كانت غير مؤلمة البتة فأستبشر، أنا متعودة على شتى أنواع الإبر ولا أخافها ولا تؤلمني بذاك القدر، ولكن إبرة التطعيم هذه لا تؤلم بدايةً، ثم يظهر الحق فنصاب بالألم الشديد في اليد المضروب فيها ولا نستطيع تحريكها، ويتعدى ذلك الحمى التي تفتك بأجساد المُطَعَمين لتخبرنا وتؤكد لنا أن الإبرة تؤتي أكلها! فالركضة التالية كانت إلى الممرضة لأقول لها: أنا أول من ستتطعم! فتقول لي أنها لن تفعلها وتؤخرني، وآبى إلا أن أكون الأولى! فخضعت لإصراري وتوكلت على الله، ثم ألهمني الله بعد ذلك أن أكون بجانبهن جميعًا، وأن أطمئنهن وأقلل خوفهن وأمسك بأيديهن لتقليل الأذى، والحمدلله رب العالمين! ختمت ذاك اليوم الدراسي بتسميع مثالي وحماس زائد، ورغبة في فعل شيء جنوني!
الليلة الثانية وما قبلها كانت عملًا بسيطًا (بالمقارنة مع البارحة) وسعدنا أكثر في مخيمنا، ثم ما لبثنا إلا أن أعلنت النهاية! وأعرف تمامًا ذاك الشعور حين نحضر أيامًا وأكثر بكل حماس، ثم في آخر لحظات تختفي الفرصة لخير من الله، وأقول لكل ذرة تعب تعبناها: رُبّ معروف في الأرض مذكور في السماء! يكفينا علم الله بجهدنا وجزاؤه بلا أن نحقق ما نريد حتى! الله كريم لطيف بعباده!
إلى كل من بذل كل ذرة طاقة يملكها للمخيم الشبابي الأول في عمان، جزاكم الله أعلى الفراديس، وإلى كل من حضر، شكرًا من أعماق الأعماق! سعدت بالعمل في ذاك المخيم وحضوره، بطاقة (المنظم) كانت بمثابة تاج لي، توجكم بتيجان الوقار ربي!
الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله 💗
#خارج_النص : بدأت الآن آثار الإبرة الحقيقية، لا أراكم الله إياها وعافاكم!
مع كل الأسى انتهى اليوم ولم أفعل الشيء الجنوني الذي كنت أرغب به، ولكن شكرًا لذاك الشعور لمنحي الحماس الذي احتجته طول اليوم، وأعدك أني سأفعله غدًا بإذن الله 🙊
ربما #ستحذف !

هناك تعليقان (2):

  1. أمي صاحت لما شافت ايدي بعد التطعيم

    ردحذف
    الردود
    1. يا إلهي، أنتوا مخلوقات تشعرني إني إنسان دلوع لما أشوفكم عايشين حياتكم عادي وأنا الإبرة فاتكة بي! خاصةً أولاد إخوتي! -.-"


      قُل لِلتّوَجُّعِ لَن تَقلَّ عَزِيمَتِي ~ الصّبرُ زَادِي وَالجِنَانُ هِيَ الثّمَن ، طهور بإذن الله لجميعنا..

      حذف