الاثنين، 3 فبراير 2014

قَلبٌ طاهِرٌ أَولَىٰ مِن عَقلٍ فَاهِم!

 من قلب أحد الأسواق العريقة في مسقط، بغض النظر عن رغبتي في هز أولئك النساء اللاتي يسمحن لرجل أن يلمسهن ويتحسس أجسامهن لقياس الثوب الذي سيفصلنه ورغبتي في سؤالهن عما إذا كانت عقولهن حاضرة، سأتحدث عن تلك الأعجمية التي أحببتها، في المسجد الواقع في قلب السوق، مكثت تردد تبتيلة لا أفهمها! بعد طول مدة واقترابي الشديد منها فضولًا لفهم ما تقول، إذ بي أكتشف أنها ترتيلات عربية! وبعد طول تركيز عرفت أن نصها: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} ، كانت ترتلها بتأثر واضح وعجيب، اقتربت أكثر متظاهرةً أنني أستعد للصلاة، بينما كنت أستمع إليها بعَجَب، ترتل من فؤادها وتكرر الآية بلا مبالاة بمن حولها بتاتًا، لا أعني أنها تؤذيهم، بل تتخذ زاويتها بصوتها المنخفض المتأثر لفترة ليست بقصيرة، ثم عادت ترتل باقي السورة، تأثرت معها وتساءلت، كيف تفهمها؟ ولكنتها أصلًا وهي تقرأ لا يظهر لسامعها أنها عربية! أم أنه سحر القرآن الذي لا يحتاج إلى عقل بقدر حاجته إلى قلب طاهر؟ وماذا بربها دفعها لتتحمل هذا الجهد في قراءة لغة غير لغتها وهي شاقة عليها؟ ما الإحساس الذي يتملكها حين تفعل ما تفعله؟
الحمدلله رب العالمين على نعمة القرآن، اللهم اجعله ربيع قلوبنا، وثبتنا على دينك!
شكرًا لك أيتها المرأة الغريبة لأنني اتخذتك قدوة!

_______
كتبتها قبل أسبوع ولم أنشرها إلا الآن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق