الاثنين، 10 فبراير 2014

ابنُ آدَم الخَلِيفَة

بين الإنسان وابن آدم، نتوه بين تفاصيل كثيرة مغوية، لعل أهمها ما روى لنا الله أن أبانا آدم كان أول خليفة في هذه الأرض الواسعة، مما استثار حنق إبليس الذي كره خلافته فآثر أن يستكبر ويبدي عناده ضد هذا المخلوق الجديد!
تجلت عظمة الملائكة حين استعملت تسبيحها غير المنقطع في الخضوع لأمر الله بلا اعتراض، رغم أنها تساءلت ولم تكن تفهم لمَ يخلق الله خلفاء جدد مستندةً على ذكرى الماضي الملطخ بالشر حين امتلأت الأرض جورًا وسفكًا، لكنها تعلم أن الله وحده العليم الحكيم، لذا أنابت فورًا بعد يقينها التام بربها، مما يعلمنا أن نحاول لنرتقي ولو قليلًا لنحيا حياةً طيبة مع الله بثقة تامة ويقين لا يتخلله أي ظن أو استنكار!
كتب الله ليستخلفن بني آدم، وليستعملن الملائكة الكرام لخدمتهم، وطُرِد إبليس من مذاق السعادة إلى الأبد، ذلك بأن الله لم يكُ ليخفض أي مخلوق دون أن يخفض هو نفسه ظلمًا عليها، الله رافعٌ خلقه إلا الذين يخفضون أنفسهم بما لا يحبه الرب!
فلنستعبر جيدًا، ربنا العظيم لم يجعل هذه القصة في كتابنا لننسلى وقت الملل، الله أكبر، يعلمنا بها أسلوب حياة ومنهجًا قويمًا لرحلتنا إلى الجنة!
هل ركزنا يومًا لمَ لم يكن إبليس هو الذي يتفانى في خدمتنا والتوسل لله من أجلنا؟ ولمَ لا يكون هو صديقنا لا عدونا؟
بالبساطة كلها يا صديقي "ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"! لم يهيئ إبليس نفسه للخضوع لأمر الله والرضا التام والاستعداد لخدمة هذا المخلوق الجديد، بل جار واستكبر، لذا مباشرةً طُرِد من رحمة الله، واختار الله الملائكة الأطهار لمساعدة البشر، "وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ"!
ألا نتذكر شيئًا من هنا يا رفيق؟! لمَ أمة الإسلام تجر في آخر الركب؟! لأنها آثرت القعود ولم تهيئ نفسها للأمانة التي أوكلها الله إياها، والحمل الثقيل الذي سيُلقىٰ علينا لا محالة ولم تتذكر أنها ستهجر كل أرطال التعب في الجنة التي لا يستحقها إلا عامل ناصب!
فلننهض يا صديق، ولنكف عداوة إبليس لفظًا ومصادقته فعلًا! ولنهجره هجرًا أبديًا لا رجعة فيه، الجنة تنتظرنا يا صاح! 💗



__________
خارج النص: شخبطات لا تأخذوها بمحمل الجمال، وسعيدة أنا وفخورة جدًا لأن متنفسي أكمل عامه الأول، نفع الله بي وبه وأسعدني بكم ^^

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق