السبت، 1 فبراير 2014

وَقُودُ الرُّوح~

"مضى عهد النوم يا خديجة"، جملة لا ترحل عن أذني أبدًا، لأن الإسلام يحتاجني ولا يحتاج نومي!
لا أحد منا لا يعشق فراشه، فالوسادة هي العشق الدفين الذي يتأصل في كل منا، لكن الجنة أغلى من شهوة نوم وعشق وسادة..
{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}
ينفرون من فراشهم، لأن الدنيا لم تأخذ متسعًا ضخمًا من أرواحهم، أنزلوها منزلها فأعطتهم أكبر من منزلتهم، لأن الله شكور يعطي أجزل من النية والجهد، لم يروا إلا الآخرة فلم يخافوا ولم يطمعوا إلا لها، فصغرت في أعينهم أموالهم فأنفقوها بلا حسبان، مع احتساب وإخلاص للآخرة، نعيم دنيوي لا تشبهه أي سعادة!
{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}!
{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ () قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا () نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا () أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}
نريد تعمير الروح حتى لا تضعف أمام شيء إلا مولاها، حتى تتجلد بلا انكسار أمام الحياة، {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا}، قم الليل واستعد، أنت حي تحتاج الجنة، فانصب تنلها!
{إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا () إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا () وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا () رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا}،  نحن في أمس الحاجة للرب، للمولى الذي يغدقنا حبًا، للحضن الذي يسعنا متى ما أردنا، وطد علاقتك بربك ليلًا واتخذه وكيلًا!
{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}، آتاك صحة، آتاك قوة، آتاك مالًا، آتاك ما لا تحصيه، ابتغِ فيه كل شيء للجنة، لا تنسَ نصيبك من الدنيا، لكن لا تنفك عن تذكير نفسك بالآخرة، لأنها المستقر والنعيم الأبدي، أحسن فوق الإحسان إحسانًا، فقط لأنك تحتاج الجنة!
قف دون رأيك في الحياة مجاهدًا
إن الحياة عقيدة وجهادُ!
إنما الدنيا جهاد، {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}، لن يهديك سبيلًا، الله أعظم من سبيلك، الله أكبر، سيعطيك من كل السبل التي تتصورها والتي لا تتخيلها!
انظر بعقلك وقلبك وروحك، {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}، سعادة عظيمة لمن يعقل، لمن يزن الأمور حقًا، لمن لا يرى راحته إلا في الجنة!
إلىٰ اللهِ يَا صَحب، وهذه الدُّنيَا سَفَر! 
{تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}!  

***

"وكم نحتاجُ في لحظاتِ الشدَّة لأن نأوي إلى ركنٍ شديد
ركنٍ تتجردُ قلوبنا فيه من [كل شيء]!
وتعلنُ استسلامها المُطلَق للَّهِ وحده ♡
رُكنٍ نعلنُ فيه ضَعفنا وانكسارنا
نبوحُ فيه بآلامِنا,, وآمالِنا،
رُكنٍ نُشهده فيه أنَّ القوةَ قوَّته،
لا نطلبها من عندِ أنفُسنا ولا من سواه!
رُكنٍ ننشرُ فيه أحزاننا في سجود،
ولا نخجلُ من دموعنا مهما سُكبَت!
ولا نُواري ضُعفنا مهما استبدّ!
وما أحوجنا إلى ذلك الركنِ لأن نشتد،
 وتستقيمَ عزيمتُنا!
وما أحوجنا إلى ذلك الرُكن 
لأن نُبنَى لنبني!
وأن تستريح قلوبنا المُتعبة
 لتواصِل..
وأن تمتلئ نورًا كي تُضيء!
وما أحوجنا 
بأن يلازمنا في كُلِّ معركة 
ونحنُ نأخذُ بأسبابِ النّصر!
وأن نستعينَ به عند رحيل الشَمس
لنحتملَ وجَعَ الفَقْد!
وأن نجدهُ معنا في القبور
 إذا التحفنا التراب..
ما أحوجنا!

قَيامُ الليل .. وقودُ الروح"*
*ليست من كتابتي، مجهولة الكاتب.


***


*تصميمات المبدعة (رَوَاءُ الزّهر) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق