الجمعة، 12 أبريل 2013

*جَنّاتُ الدّنيَا ♡ #1

كلّ الجمال سكن فيها!
أمّي!
في البِدايَة شكرًا أمّي، شكراً لأنّكِ زَجَرتِني! شگرًا لأنّي بكَيتُ كطفلٍ تعلّم لتوّه أنّه يجبُ عَلَيهِ مُوَاجَهة وحشٍ قاسٍ يُسمّىٰ "فِطَام"!
جنّتَينِ أنتِ يَا أمّي!
جنّةُ الدّنيَا في عُيُونِ ابنَتِك، وجنّانُ السّرمَد أمّاه!
تَجفّ الحرُوفُ عندَ ذِكرِ أمّي، وَكَأنّها طَافَ عَلَيها طائفٌ وَنَحنُ نَائمُون، فَأصبَحَت كالصّريمِ أمامَك!
وَلَولَا فضلُ ربّي وأمّي لَكُنتُ صِفرًا عَلَىٰ الشّمَال، {استَمَاتَتُهَا} نَحنُ!
تَتَرَقرقُ الدموعُ وتَكادُ تَجري مِن تَحتِها الأنهَار حينَ أرَىٰ التّعبُ أنهكهَا في العَمَل مِن أجلِنا، وهِيَ تردّد،
{أنَا لا أُريدُ مِن الدّنيَا سِوَىٰ أنْ تَكُونُوا بِخَير، وأنْ أرَاكُم كَمَا يَرضَىٰ الإلٰه!}
آهٍ يَا حَبيبَةُ كَم يثيرُ حَديثُكِ هٰذَا شجُوني!
وحينَ لا تَكُونُ راحَتي منْ دُنيَايَ إلّا البَوحُ والبُكَاء عندَكِ يَا حَبيبَة، وحِضنُك الدّافئ!
بَكَيتُ كَثيرًا يَا أمّي حينَ طرَقتُ بابَكِ ولَم تستجِيبي، أمرُ اللّٰہِ حقٌّ أمّاه، لكن.....!

أبِي،
يَا رَجُلًا عَظيمًا أحبَبتُ مُنذُ الصّغَر، يَا مُنهِكًا نَفسَه لأجلِنَا،
هَل سبَقَ أن قُلتُ أحبّك؟!
أم كلّ مَرَاتي أهيمُ بِك، وَلا أظهِر إلا حينَ أديرُ ظَهري وأهمُس "أحبببببكككك حبيبي أبي! ♡"
أَم سَبقَ أن قُلتُ لَكَ أنّ ظنّكَ لَن يَخيب، وسَتَرَىٰ أبنَاءَكَ فوقَ النّجوم، لأجلِكَ فَقَط!
أَم -عَلَى مرّاتِكَ القَليلة الّتي تشكو فيهَا وَجَعًا- هَمَستُ لك:
(بَابَاتي، ربّي يجزيكَ عنّا الفِردَوس، فيْ الجَنّة بنِرتَاح بَابَا! ♡ :") )
أَم أتحدّثُ عَن تِلكَ المرّة الّتي تعلّقنَا بِكَ، يدٍ تعلّقتُ بِهَا والأُخرَىٰ تَرَكتُهَا لأُختِي،
وأنتَ تَمزَحُ شاكيًا إلىٰ اللّٰہِ عَلَينَا وتَضحَك، ونَحنُ في عُيُونِنا رجوَىٰ أن تَكفَّ الدّعوَة!
لَأجلِك حَبيبِي سَأرتَقي النّجم، ولأجلِك، سأسعَىٰ حثيًّا إلىٰ الفِردَوس! :")

شقيقَتيّ، شقيقي، وإخوَتي،
شَقيقي، كَم مرّةً سَهَونَا عندَ الصّغر، وأعَدنَا المشَاهِدَ والضّحِكَ حينَ كَبَرنَا!

شقيقَتي رقَيّة،
ما أقول وما أذَر؟
هَل أحكي لَهُم عنْ تِلكَ الأحدَاثِ الشقيّة، أم أقول حينَ كانَت تأمُرُكِ أمّي (سبّحي مُزنَة)،
كيفَ كنتِ تَضَعينني واقِفةً، وتُلاعبينَني بالمِنشَفَة وأنَا آيَلُ للسّقُوطِ وعَينيّ مَلأىٰ بالدّمُوع، لكن كنتُ وَاثِقَةً أنّك لَن تدَعينِي أسقُطُ يَومًا، وقَد أثبَتِّ ثِقَتي يَا حَنُونَة!
أمْ عَلىٰ تِلكَ المرّة الّتي كِدنَا نغرَقُ معًا ونَفقدَ أنفَاسَنا لَولا أن تَدَارَكَتنا رَحمةُ ربِّنَا،
وَقَد طلَبتِ -حُبًّا مِنكِ وشَغَفًا أنْ يَضَعُوني عَلَىٰ ظَهرِك، ولَم تَعلَمي أنّ بعدَهَا سنَتيهُ في الغَيَاهِب!
وَهَل أحكِي عَن العِقصَينِ الفَاتِنَينِ صَبَاحَ كلّ يومٍ مدرَسيّ، أم تبَادُلَ الأدوَار بينكِ وعزّاء مَن يُلبِسُ مُزنَة ويصفّف لَهَا شَعرَهَا!
أَمْ سَعَادَتي حينَ استلقَيتُ بجَانِبَكِ، وأدّعي بشَقَاوَتي وحِيَلي الدّاهِيَة أنّني أطوَلُ منكِ، وتحَاوِلِينَ أن تُثبِتي لِي بِعَقلانِيّة، وآبَىٰ بِجُنُونِ الطّفُولَة! وتَعلَيمَكِ لي بَعدَهَا كيفَ أرسُمُ نَجمَة، فصَديقَاتُ الطّفولَة كنّ يُعايِرنَني بأنّي لا أعرِفُ كيفَ أرسُمُ نَجمَة! وقَد مَلَأتُ الدّنيَا نُجُومًا هاأنا، فمَا رأيك؟!
أدامَكِ اللّٰہ لي رَاقيَتي ♡،

شَقيقَتي عزّاء،
عمّ أتحدّث؟
أَأقُولُ عَن فَرحَتِنا حينَ نضمُّ سريرَينَا، واختَلَاقِ الأعذَارِ عندَ أمّي حتّىٰ نَفعَل! أم تلكَ اللّيلَة الًتي بِتنَا فيهَا نَبثُّ أحلَامَنَا لبَعضِنا، وكَيفَ أنّنا نَتَمنّىٰ لَو كُنّا تَوأمًا!
أم هَمَسَاتُكِ الدّافِئَةَ حينَ أحتَاجُهَا، أم كَونكَ بجَانِبي في أصعَبِ المَوَاقف، أو تلكَ المرّاتِ الّتي أحتَاجُ عَونًا، فَلَا أفكّرُ إلّا في عزّاء!
كبَرتِ أختِي وكَبَرنا، وبَاتَت الجَامِعَة تَضمّك، لٰكن لَا زلتِ أصغَرَ أطفَالَ العَالَمِ مَعي!
أو تِلكَ الشّجَارَاتِ الضّاحِكَة، لَا أتَشَاجَر عَدَاءً، حُبٌّ هُوَ عَزّاء، عِشقٌ آخَرَ هيَ شِجَاراتُنَا!
وَبَلَاوينَا دُونَ عِلم أمّي، أو مَصَائبُنَا مِن وَرَاءِ النّاس، والحَديثُ لَن يَنتَهي!
الهمّة أختِي لِلفردَوس! :")

إخوَتي، بدايَةً مِن عَبدُالله انتِهاءً بأمِيرَة!
إخوَتي الكِبَار،
أذكُرُ تلكَ الأيّام، حينَ كنتُ في رَبيعِيَ الخَامِس، وطُولِي لا يَتَعدّىٰ الثّلاثَة أقدَام!
مَا إن أسمَعَ جَرَس بَابِنَا يرنّ حتّىٰ أتَرَقَبَ وأتَسمّع، فِإن سَمِعتُ صَوتَ أحدِكم، أجرِي بِسُرعةٍ لَا يُحصيهَا إلّا اللّٰہ، وَمَا إنْ تَرَونَ السّحَابةَ الصّغيرَة تَجري أسرَعَ مِـنَ البَرق، حتّىٰ تفتَحونَ أيدِيَكُم وأصِلُ لِتحمِلونِي عَاليًا، عاليًا فَوقَ السّحَاب، تَرقُبٌّ بِه أنتظرُكُم لأرقَىٰ فَوقَ السّحًاب!
وَعَلامَاتُ الحبّ وَالفَرَح حينَ تأتُونَ إلىٰ مَدرَستِي لِتُتابِعُوا أبنَاءَكم، فَأفخَر أمامَ الصّغيراتِ "هٰذَا أخي"، أو تِلكَ المرّاتِ الّتي ضَممتُمُونِي لأبنَائِكُم واحتَويتُمُوني أنتُم وَأزوَاجِكُم،
وَاستِعَادةُ الذّكرَيَات معًا الآن.. شَوقًا لِتِلكَ الأيّام!

أَخي عَبدَالعَزيز،
أعطِني مَشُورَتَك، ماذا تودّ أن أذكرَ عَنكَ!
تعَبُك لأجلِنا وحبّكَ لإخوَتك، القُربَ الّذي تَسعَىٰ إلَيهِ منّا، أم أشيَاءٌ أُخرَىٰ؟!

أختِي شَمسَة،
يَا اللّٰہ مَاذَا أقُولُ عَن شَمسَة، حِضنًا حَنُونًا مُنذُ الصّغَر، حينَ تَكُونُ بجَانِبِي وَيَغتَالُنِي الحُزن، لَا أحَد يَشعُرُ بِي وَيهدئُني غيرَهَا، بُكَاءٌ مَنَ الضّحكِ اعتَدنَاهُ مَع شَمسَة، حينَ نَتَذَكّرُ حَمَاقَاتِ الصّغَر، أو حتّىٰ حَمَاقَاتُ الكِبَر!

أخِي خَلِيل،
لَا أدرِي مَا سِحرُ هٰذَا الرّجُل فِي القُلُوب، سِحرٌ يَدفَعُ القُلُوبَ لمَحَبّتِهِ وَالأروَاحَ لِتَشتَاقَه! سِحرُ النّورُ، سِحرُ قَذفِ اللّٰہ مَحَبّتَه في عِبَادِه وفي نَفسِ أختِه الصّغيرة،،

أبنَاءَ إخوَتي، بَدءاً مِن مُحمّد إلىٰ أَحمَدِ الصّغير، والجَنينِ القَادِم،
هِيَامًا، إلهَامًا، شَقَاوَةً، جَمَالًا، أم بِمَ أصِفُكُم؟!
شيءٌ آخرَ أنتُم فِي حَيَاتي، شيءٌ لا يَصِفُهُ الكَلَامُ!

ابنَ أخِي لُقمَان،
يَا سَنَدًا مُنذُ نُعُومَة الأَظفَارِ حتّىٰ كبَرنَا،
أَجَل كَبَرنَا يَا حَبيب، كَبَرنَا يَا قَريب!
يَا مَلجَئيَ الوَحيدَ في غُربَتي،
حينَ تأتينِي الصّدَمَات وتَخنُقُني العَبَرَات، والدّمُوعُ تَكَادُ تَجرِي بِي في مَوجٍ كَالجِبَالِ،
لَا أجُدُ سِوَىٰ أن أنظُرَ إلَىٰ عَينَيهِ، لأَستَقِي نَظرةً أن {كُونِي قوِيّةً ولَا تَبكِي!}
فَأنظُرُ إلَىٰ دَربي السويّ آمِنةً مُطمَئنّة، وَكلّي ثِقَةٌ أنّي لَو وَقَعتُ لَحَمَلَني عَلَىٰ كَتفِه،
أم تِلكَ المرّة الّتي لَزِمتَ فيهَا المَشفَىٰ، فَلَم أُطِق مَدرَسَتي دونَك!
أمْ تَفَاهُمُنا بالنّظرَاتِ الّتي لَا يَعقَلُها سوَانا!
حَفِظَكَ ربّي لي ♡

خَالَاتي وأخوَالي،
أيّ عِشقٍ أحكيهِ عَنكُم؟
مُذ فَتَحتُ عينَيّ عَلَىٰ الدّنيَا وأَنتم حِضنٌ ودَافِعٌ وكلّ شيءٍ جَميل!
لَا يَصِفُ القَلبُ الحبّ، ربّمَا لأنّه عَاجِزٌ، أو ضَعِيف، أو يَمشي عَلَىٰ استِحيَاء!

بَنَاتُ خالاتِي وأخوَالي وأبناؤهُم،
جَريٌ وَلَعِبٌ وَجُنُونٌ وطُفُولَات، وتَفَاصيل كثيرة عشتُها معكم،
كبُرنا يَا رفَاق، كبُرنا كَثيرًا علَىٰ اللّعبِ سويًّا، ومَا زَالَت قُلوبُنا قُلوبَ أطفَال!

جَدّتيَّ *زَيّانَة وعزّاء
اعذُرِيني تَرَكتُكُما لِلنّهَايَة، لأنّ الحُرُوفَ تُطأطئ رؤوسَها خَجَلًا مِنكُما!
رِفقٌ ولينٌ وحبّ وجِهَادٌ وكِفَاحٌ وعَزيمَةٌ وبُلُوغُ أهدَافٍ أنتُمَا!
هَل أحبّ منكمَا تِلكَ الحِكَايَاتِ اللّطِيفَة، أم تِلكَ البَشَرَة التي أعشَقُ العَبَث بِها،
أمْ ذَاكَ الحِضنُ الدّافئ،
أو رُبّما تذكّرت! أظنّه الجِهَاد مِن أجلِ الحبّ! مِن أجل الإلٰهِ والأبنَاء!

أعمَامِي، عمّاتِي، بَنَاتُ عمّي، بَنَاتُ عمّاتي، وأهلِي،
وَلَو بعُدَت المَسَافَات بُعدَ المَشرقَين، لٰكنّكُم لا زِلتُم في القَلب، ولَن تَبرَحوا عَلَيهِ عَاكِفِينَ حتّى تَرجِعَ إلَيكُم مُزنَة!

إلىٰ الرّاحلين،
*جدّاي، خالاتي، عمّاتي، أخي، عمّتي الحبيبة، ابنُ أخي الصغير، وكلّ مَن سبقَني إلَىٰ اللّٰہ مِن أهلِي،
سَلَامٌ عَلَيكُم، طِبتُم، سلامٌ عَلىٰ أروَاحِكُمُ البَيضَاء النّاعمة، استَودعتُكمُ اللّٰہ، اجعَل فِردوسًا مَثوَاهم، سَأسعىٰ كَثيرًا لأحضَانِ لُقيَا الفِردَوس! ")

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق