الخميس، 15 مايو 2014

أكره السياسة .

“أوقن أنّي أكره السياسة، وأكره الأخبار، وأكره الحدود والدول ..
لكني لا أحتمل صرخة طفل، من حقه أن يبني قصرًا على شاطئ دون أن يلتفت فيجد جثث ذويه متناثرة خلفه، بفعل قذيفة من موت!” - هديل الحضيف

أنا في الحقيقة لا أكره السياسة لأنها مسألة متعلقة بكل إنسان، فكيف إذا كان مسلمًا؟! كل مسلم مسؤول أن يقوم بإيصال صوته وإبداء رأيه في كل أمر يتعلق بدولته أو حاكمه، وعلى كل مسلم أن يكون سياسيًا، لكن إن كانت السياسة بمفهومنا الحالي الضيق؟ أنا أكره السياسة!
لم تعد السياسة حديثًا عامًا، بل كممت أفواه العامة باللجم وأصبح مأوى المتحدث بالسياسة وراء الشمس، ومن يتجرأ ليتحدث عن السياسة فهو غالبًا سيتحول إلى مريض نفسي أو إلى أصم أبكم كعامة الشعب، لا شيء يجدي، فالسياسيون يختلفون فيما لو أن الأرض تدور حول نفسها أو أن نفسها هي التي تدور حولها! هل من سبيل للإصلاح؟ اعتقدت كل فرقة رأيها وكفرت الرأي الآخر وسفكت واستباحت باسم السياسة، تبًا للسياسة!
لا أود أن أخوض كثيرًا في هذا الحديث، ولكن أعجب من منهج دراسي منمق بالكلام المثالي والواقع ليس مثاليًا كما أحسبه! غضبت اليوم وبدأت بمناقشة أستاذتي بحدة فيما ذكرت وذكروا في المنهج الدراسي، انتهت الحصة وانقضت الفسحة وبدأت الحصة التي تليها وأنا لا زلت غاضبة، وكلما مر أحد أسكتني وقال هي سياسة لا تتحدثي فيها! كنت مستعدة أن أبقى على نقاشي مهما طال الزمن، ولكن يبدو أن أستاذتي تعبت وانسحبت، انضمت إلينا في وسط النقاش ابنة أختي التي تصغرني بأربعة أعوام تقريبًا، وبينما كانت الأستاذة تهدئني وتسكتني، قالت لي ابنة أختي: ما فائدة حديثك وهي تسكتك؟ قلت لها: أظنك تعرفينني جيدًا، حين يتعلق الأمر بحق، يسكت العالم ويملون ولا تسكت مزنة! ثم حين قلت لأمي ما يجول بخاطري قالت لا تخوضي في السياسة أبدًا، إياكِ ثم إياكِ ثم إياكِ!   

أنا لا أهتم بما يقولون، ولكنني إنسان لي حق الحديث لذا أحب السياسة؛ ولا أخفيكم أنني أحب الإنسان الجهور  بالحق وإن كانت أمورًا سياسية، تعجبني إحدى الكاتبات العمانيات في حديثها عن كل الشؤون ولو كانت سياسية وتدخل في التفاصيل بلا اهتمام بما سيأتيها، أتخذها أحيانًا كثيرة قدوة عائشة! وفي الوقت نفسه أكره السياسة! لأنهم مرة استوقفوا أبي ومرات استوقفوا أخي وكادوا يسجنونهما بسبب أنهم ظنوا أنهما يشبهان أحد السياسيين المعروفين! وأنا أكره الخوض فيها فقط لأن أبي منعني عن الخوض فيها فأنا طواعية لأمره.

لا أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل، وعسى الله يبدل حالنا للحسنى.


يعجبني حديث مصطفى صادق الرافعي في السياسة، وخاصة في مقال (أمراء للبيع)، أرجو أن تصل الرسالة! ولا شيء أحبه كقصيدة (التأشيرة) للشاعر هشام الجخ!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق