الأربعاء، 14 مايو 2014

*آمل أنني أصبحت حقًا "مَا أُبَالِي عَلَى أَيِّ حَالٍ أَصْبَحْتُ عَلَى مَا أُحِبُّ أَوْ عَلَى مَا أَكْرَهُ؛ وَذَلِكَ لأَنِّي لا أَدْرِي الْخَيْرَ فِيمَا أُحِبُّ أَوْ فِيمَا أَكْرَهُ"*، وآمل أكثر ألا أكون أزكي نفسي وأفاخر بها. هي أصغر من ذلك، اللهم اغفر لي ما لا يعلمون واجعلني أحسن مما يظنون. بالأمس في تكريم المتفوقين كنت في أتم السعادة حتى حين لم يكن اسمي بين الثلاثة الأوائل في الصف، أنا أعلم يقينًا أنني أولى عند الله وأن الذين نالوا المراكز الأولى ذوي أقنعة مزيفة تفرح بهتافات الناس لا تعلم ناتج ١+١ إلا أن تسأل أو تختلس النظر، الحمدلله رب العالمين، أأكون أولى عند الله وأحزن لأنهم لم يهتفوا لي؟! يكفيني أن الله عليم، ومعظم بل كل الناس يشهدون أنني التي أستحق الأولى. لم تعد تغريني بهرجات هتافاتهم الزائفة، أعترف أنني كنت أحزن وأضيق في المرات الماضية حين كانوا ينالون ما ينالون بهتانًا وظلمًا مع استحقاقي لمراكزهم، ولكن عقلت وألهمني الله أن لا يهم حقًا من أنا في الأرض، ما يهم حقًا هو من أنا في السماء أو عند الله! كنت سعيدة أنهم على أقل تقدير اعترفوا أنني طالبة مثالية وتم تكريمي بناءً على ذلك، سعادتي كانت مبنية على أنني -رغم أنها مخالفة للزي المدرسي- كنت أرتدي عباءتي لأنه كان يوم رحلة، فبينما كان الجميع في سفور كنت أرتدي عباءة أحاول أن أبدو فيها أنيقة بحشمة وسط سفور الثياب أيام الرحلات، وحين وصلنا إلى وجهتنا ارتديت بنطالًا وقميصًا أنيقًا بحشمة في وسط مناسب، ثم حين خرجنا أعدت ارتداء عباءتي، لن أنسى النظرة التي أعطتني إياها مديرة المدرسة عند تسليمي الجائزة، ولكن عنادي ربما كان في محله عكس عناد بقية الفتيات السافر! الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

*خلاف نشب شرارة شيطان وتحول في غضون ثوان إلى حريق ضخم، بينما لو نفخ أحدهم نفخة باردة باستعاذة لانطفأ كل شيء وعم السلام! امرأتان رأت كل واحدة منهما أنها مظلومة من قبل الأخرى وأنها جرحتها وظلمتها وأنكرت جهدها ولم ترعَ كل العلاقات التي بينهما وحولتا يومهما إلى كآبة ودموع وجروح، وتقول كل واحدة أن الموقف لم يكن ببساطته بل في القلب ما هو أكبر من ذلك وهذا التصرف البسيط هو علامة حقد أو أكثر! حاولت الدخول والإصلاح ولكن حين رأيت إصرار كليهما على رأيها ولعب دور الضحية وكل واحدة منهما توكل أمرها لله أن ينتقم من الأخرى أو يسامحها، هنا أخرجت نفسي خارج الستار وانسحبت، فكرت كيف شبت النيران المضطرمة، بيد أن لو أحسنت كل واحدة الظن في الأخرى وقالت في نفسها أنها لم تقصد إلا خيرًا لما حصل إلا الخير ولأتيحت فرصة ثانية للخير الذي أسيء التفاهم فيه! صدقت يا لطيف: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}!

*حين رأيت أنني أصبحت أبصر أشياء كثيرة فيّ بضباب، قررت أن أستعيد نفسي وأرفع عينيّ عن هاتفي، كان قرار إغلاق هاتفي قرارًا مفاجئًا تفاجأت به أمي وأخواتي وابن أخي خاصةً، وهم الذين يعلمون أن لا شيء أبدًا يدعوني لإغلاق هاتفي وأنا التي توعدت ألا أغلق هاتفي أبدًا حتى في أيام اختبارات الثانوية العامة، لأن الهاتف لا علاقة له بمستواي، لو أريد حقًا سأذاكر ولو هاتفي يرن بلا صمت، ولو لم أرد المذاكرة لن أذاكر حتى لو كنت في غرفة لا شيء فيها سوى الحيطان والكتب وأنا وقليل من الهواء! قررت أن أرفع عينيّ لا لشيء إلا أن أستعيد توازني، كان القرار مشتركًا باقتراح رفيقتي التي لا يكتمل يوم إحدانا دون الحديث مع الأخرى وحكايات المدرسة وإلا فقد اليوم طعمه! قررت أن أرفع عينيّ لمدة ثلاثة أيام ابتداءً من البارحة حتى الغد، أعترف أنني أفتقد هاتفي ولكنني سعيدة وبدأت أستعيد نفسي حقًا!**

*أي نعمة تضاهي نعمة أبناء إخوتي في المدرسة خصوصًا؟! سواءً الخريجَين اللذان يكبرانني بعام، أو ابن أخي الذي في صفي، أو من يصغرونني جميعًا. أرتاح أيما راحة حين أرافق أحدهم بين ممرات المدرسة، وكأنني معهم فقط أشعر بالأمان! سئمت -حتى تعودت- تعليقات ونظرات واستنكارات الأساتذة أو الطلبة أو كل من يراني معهم، أعجب كيف لا يظن أحدهم إلا ظن سوء! واجهني موقف قبل سنوات أن إحدى المدرسات أمام الناس جميعًا تفول لي أنها لم تتوقع مني كوني فتاة خلوقة أن تراني يومًا مع شاب! كنت أود الضحك والبكاء في اللحظة نفسها حين كنت أقول لها أن الشاب هو ابن أخي وأنا عمته! أسعدني أحد الأساتذة حين رآني يومًا مع ابن أختي -أكثر من يساء الظن فيه خاصة وأن قبيلته تختلف عن قبيلتنا- فقال مباشرةً: كيف يقرب لك؟ فأجبته أنه ابن أختي، فقال أنه توقع أنه من محارمي وإلا لم يكن ليظن في أخلاقي وديني سوءً بأن أكلم شابًا وأمشي معه وأمازحه وأشاكسه وهو ليس من محارمي!

*كيف تواجهون الموقف بأن تكون المعلمة المتحدثة عن آداب الحوار هي أول من يفتقدها؟! وأن تكون هي التي يفترض أن تكون قدوة في غياب القدوة الصالحة تختفي فيها كثير من معاني الإسلام؟! بل كيف يعقل أن تحاول أن تصلح فتأتي معلمة التربية الإسلامية لتغير مسار الإصلاح؟! لا أعرف حقًا كيف أشرح مفهوم الغربة! ربما سأشرحه لاحقًا!



يا رب سهل اختبار الكيمياء الذي ذاكرت له بلا فهم أو بفهم ذاتي!
ملحوظة: أضفت رابطًا في تدوينة (عقبة تعليمية أم عيب نفسي) لمن أحب الاطلاع عليه! 
_________________________
*مقولة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.
** شاهدوا مقطع "ارفع عينيك- Look up!" 

هناك تعليقان (2):

  1. بارك الله فيك
    بالنسبة لمحادثتك لأبناء اخوتك في المدرسة
    سؤال:

    هل للمؤمن أن يضع نفسه في موضع شبهه؟!!
    إذا كان رسول الله وهو أشرف الخلق عندما كان يمشي مع صفية فرءآه أحدهم فقال رسول الله هذه صفية، دون أن يسئله الرجل! وهل يعقل أن يشك احد برسول الله؟! فما بالك بغيره!!

    هذا بما معنى الرواية

    ردحذف
    الردود
    1. وفيك بارك ربي، برأيي أرى أن هذا ليس موضع شبهة، فأولًا نحن منذ صغرنا في المدرسة ومعظم الناس فيها يعلمون أننا محارم، قلة من الجدد هم الذين يجهلون ذلك، وإذا كنت مع أحدهم ومر أحد بجانبنا ورأيناه ينظر إلينا نقول له أننا محارم لنزيح الشبهة، ولكن إزالة الشبهة جزء بسيط من القضية، وهو واجبنا، فمثلًا لو رآنا أحد من بعيد وافترى علينا كذبًا نحن لسنا محاسبين على ما يقول! خطؤه هو أنه لم يحسن الظن! وكذا إن كنا في مكان عام، إذا شوهدت مثلًا مع ابن أخي وهو بسني، كثيرون قد يستنكرون الموضوع ويظنون ظن سوء فينا! هنا القضية! صحيح نحن مطالبون بإزالة الشبهة عن القريب، ولكننا لسنا مطالبين برفع لافتات تقول أننا محارم! بل على المجتمع حسن الظن!
      أرجو أن نقطتي وضحت لديكم، سعدت بمشاركتكم ^^

      حذف