الأربعاء، 10 يوليو 2013

رسَالَة إلىٰ البَلجَاء~ !

رِسالةٌ مِــنْ عمقِ اللّيلِ، إلى البَلجَاء الحبيبة~

بمَ أبدأ؟
حينَ تضيقُ عليّ ممرّاتُ المَدرسة، ولا أجدُ مِــنْ اللّٰہ ملجأً إلّا إليه، وفي غمرةِ الغيابِ والغُربَة،
أبتَسم! بَل أضحَكُ مِــنْ قَلبي! بَل قد أدمَع فرحًا! حينَ يبعثُني اللّٰہ إلى تلكَ النّافذَة الّتي لا أدري أصلُها، أهيَ تُرسل ضوءها مِــنْ نّورِ إلىٰ الظُلمة! أمِ النّور هو المتحرّر مِــنْ ظلماتٍ ثلاث!
 أرىٰ السعادةَ تحتويكِ كحضنٍ لا تجدينَ غيرَه مأوىً!
حينَ تركضينَ وتلهينَ مع رفيقاتِك، وكأنّ لا شيءَ غيرَه يستحقُّ!
أمضيْ وكأنّ الحَيَاةَ ليست للحُزن، الدُّنيَا تعب، والجنّة الرّاحة! ")
ولَم تنطُقي بحرفٍ، بمجرّد نشوةٍ منك!

رسَالةٌ إلىٰ البَلجَاء،
أعلَمُ أنّني قصّرتُ كثيرًا، ومُذ صغرِنا لم أكُن قريبة البتّة! لربّما ظننتُكِ صغيرةً! ثلاثُ سنينٍ فصلنَني عنكِ، وكأنّكِ كبرتِ فجأةً وكبَرتِ في قَلبي أكثر! حقًا لا أدري كيفَ! لأنّكِ كبرتِ؟ أو لأنّ رفيقتي البَلجاء أراهَا فيكِ وأراكِ فيها! المهمّ أني أحبُّكِ أكثرَ ممّا تتصوّرين! واغفِري لي، وعسى أن أستحقّ لقَب "خالتي"!
البارِحة، أقصدُ قبلَ نيفِ يومٍ أتمَمتِ عامَك الثالثَ عشَر، للجنّة عساكِ تكونينَ أقرب، ولله، لله يا بُلَيجَتي الصّغيرة كَما أحبّ مناداتك! ")
بالأمسِ لَم تفكّري بي كثيرًا، كنتُ مجرّد تلكَ الّتي حفظتِ أنّها أصغر خالاتِك، وأنّكِ يجبُ أن تقولي "خالَتي مُزنة" ولا تقولي "مُزنة" كما تعلمك أمك لأنه عيب، مع أنّ السنينَ لَم تطُل بيننا، وتلكَ الّتي تكتفي بحديثٍ جافٍ "أقل من المستوى" معك!
اليَوم، سعيدةٌ لأنّني ألعَب دورَ الخالَة، سعيدةٌ بأنّكِ -وإن كنتُ لستُ أهلًا لهذا- أن تفخَري بي أمامَ رفيقاتك، (هذه خالتي)، وتضميني بأوسَع ما تفتَحُ يداكِ، والرفيقات فاكّاتٌ أفواههَنّ، "هذه خالتك!!"، فتشدّين عليّ وثاقَ حضنكِ وبفخرٍ اكتساكِ (نعم خالتي!) ، فرحةٌ لأنّ دمعاتُكِ وشكواكِ في المدرَسة، لا تجدُ لها طريقًا سوى خالتي مزنة!

رسالةٌ إلىٰ البلجاء،
حبورُك، بَحبُوحَنك، أحبُّها! وجميلٌ أن تَكونَ رفيقاتُكِ مصدرَها،
لكن، كُوني معهنّ لله! أحبيهنّ لله، شاكسيهنّ لله، العبنَ لله، اضحكنَ لله، وادرُسن معًا لله!
وحينَ يأتي ما ليسَ لله، ما لا يرضَاهُ اللّٰہ، استَأذنيهنّ بابتسامةٍ تشقُّ الجبالَ نورًا!
وتَعالي إليّ، في أيِّ وقتٍ أريدٰك، ضمّيني، في كلّ وقتٍ أنا خالتك ولك!

رسالةٌ إلى البلجاء،
حبيبتي، أعلمُ كَم ترينَ أحيانًا الحياةَ صعبَة، وتتمّنين لو لَم تَكُوني ولَم تصيري! لا تَستَسلِمي، كوني بالله قويّة، حتّى أبسط الأشياءَ اعمليها لله! فقط له!
في سنّك، استمتعي بكلّ شيء، كلّ صغيرةٍ قبل الكبيرة، استمتعي بكونكِ أكبر أخواتك -رغم أنكِ الثانية بعد أخيك- ، استمتعي باللعب، استمتعي بخدمة أمك، استمتعي بالحياة!
استمتعي بكلّ شيءٍ يرضي ربّك! استمتعي بذكره، استمتعي بقربِ اللّٰہ ")

رسَالةٌ إلىٰ البَلجَاء،
الغُربَة، مؤلمة جدًا أعلم، لكن... كوني فيها قويّة، بليجتي الصغيرة "طوبَىٰ للغرَبَاء"، ألا تكفينَا طُوبىٰ؟ ")
أعلَم أنّكِ الوحيدَة المحجّبة بينَ رفيقَاتك، أعلمُ أنهنّ -ولو كُنّ على أدب- لسنَ بالدينِ الّذي هدانا اللّٰہ إليه، كوني رفيقة بهنّ، صاحبيهنّ في كل شيء، كل شيء إلا ما لا يرضىٰ ربّك!
كُونِي غريبةً بليجتي، نحنُ نريدُ إسلامًا حقًا، كوني غريبة، والله معك، وخالتُك الصغيرة أنا معك ")
قُومِي واترُكي كلّ ما لا يرضي الربّ ولنمضِ لله بنيّة أختي ")

رسالَة إلىٰ البَلجَاء،
أحتفظُ بصورَتكِ في جهَازي، إن أردتُ أن أبتسمَ عدتُ إليها، كبرتِ حبيبتي! وأمامنا الكثير للجنّة!
فلنَعمَل، فلنعمَل، فلنَعمَل، ولنحتسب!
جمالًا يتنقّل على الأرض دومي، كأنتِ الآن، وكأمّك!
فلنَكُن قرآنًا يمشي على الأرض، فلنَتأمّل، فلنَكُن دعاةً للخَير، فلنَكُن فاتحين يا بليجة!
كُوني بالله قويّة، أعدّي نفسَك، أعدّي إخوتك، فوراؤنا فتحٌ يليه فردوس! كوني لها!

رسَالَة إلىٰ البَلجَاء،
أنا أحبّك، أحبّك لله وفي اللّٰہ، أنا بجانبك مدىٰ الدهر، فكوني معي لله ") ❤



اللّٰہمّ اجعَل البَلجَاءَ كالبَلجَاء، واجمَعني بالبلجاءات في فَرَاديسك ")

هناك تعليقان (2):

  1. الله ..!
    يوما ما ..
    ستكون لي ابنةَ اختٍ سأكتب لها رسالة مشابهة ..!
    وربما ستكون من نصيبِ عبد الرحمن <3 ..!
    حفظكِ الله وإياها يا رب <3 ..

    ردحذف
  2. بإذن اللّٰہ سيكون ^^
    ياا اللّٰہ <3
    اكتبي رسالةً مماثلةً لأخواتك الصغيرات، لا تنتظري السنين لابنة أخت :P

    ردحذف