الخميس، 11 يوليو 2013

لَا أخَاف..!

كانت ليلةً شديدة السواد.. لم يكُن هناكَ شيءٌ يبشّر بخيرٍ أو "يفتَح النفس"..
علىٰ الضوءِ الخافِت من آخر البهو كنتُ ألهث، وحينَ أوشكتُ على الوصول..
صوتٌ جبّار رهيب هزّ فرائصي، لمْ يكٰن ذاكَ صوتي، ولم يكُن معي سوىٰ ظلّي الخفيّ،
في لويحظَة، 
دارَ في ذهني مئاتُ الأفكار،
لربّما هوَ لصٌّ أو شاطرٌ أتىٰ ينهَب داري،
لربّما هوَ غاصبٌ أو مجرم،
لربّما هو شيطانٌ من الجنّ سيخطِفُني،
لربّما سأموت..!
أنا امرَأةٌ ثكلىٰ في دارِها، مَا قوّتي؟!
أنا لا زلتُ صغيرة، أنا لا أريد أن أموت..!
لم يتحدّث في ذلك الوقت إلا جلدي المقشعّر وجسدي المرتجف..
حاوَلتُ تذكّر شيء من كلام اللّٰہ، علّه ينجيني، وكأنّ كلّ تفاصيل التراتيل هربت فجأةً إلى بوابة عالمٍ تختفي بوابته فور الدخول..!
وكأنّ بيني وبين الموتِ شبر.. بل أقل..!
لاحَ من بينِ شريط الذكريات الذي يركض أمامي ناظرةً إليه نظر المغشيّ عليه من الموت..
لاحَ شيءٌ ما ظننته يلوح..!
أدركتُ بعدها أنّ شيئًا من رحمات الربّ ألاحته..
{فَمَنْ يُؤمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ}*
{فَمَنْ يُؤمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ}
{فَمَنْ يُؤمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ}
لا يَخَاف..!
وكأن النورَ حلّ من حيثُ لا أدري.. وانقشَع ظهرُ الظلام بجبروت عظيم..
أنَا لا أخَاف، أنا لا أخاف، أنا جنّتي في صدري، أنا لا أخَاف..!
أنا معك يا ربي وأنت معي، أنا لا أخاف..!

______________


رحمني الربّ بتلكَ الظلمة، كنتُ يومَها سأموت.. لكنّه أعطاني حياةً من الموت..!
وكلّما غضبَ مسؤولي، أوشكتُ على الضياع، تأخرتُ عن الحافلة، عثرتُ بحجرة، ماتَ أبي، انقطَع الماء من بيتي، لم يهطل المطر، أختي في المشفى، نسيتُ ضرورة من ضرورياتي،
لاحَ صوتٌ جهوريّ مطَمئِن، {فَمَنْ يُؤمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ}
ومِن يومِها، أنا أكثر المخلوقات راحة، لأن مَنْ يُؤمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ..! ")

*[سورة الجنّ، الآية ١٣]

هناك تعليقان (2):