الثلاثاء، 16 يوليو 2013

كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ !

وبينَ أكُفِّ الحيَاة، وفِي رَحَمات اللّٰہ أرتَعُ وأتَقلّب،
سعيدةٌ أنا، لديّ ربٌّ رحمنٌ رحيم، عندي أم وأب كالجنّة، متحدّرةٌ من أسرةٍ شامِخة،
ولي رفقةٌ هم جنّات الدنيا!
ماذا أريد أكثر؟
مهلًا.. أسرفتُ،
فِي غسَق الدجىٰ.. لاحَ لي لائِحٌ أَن فكّري، تأمّلي، أحسّي بمَن حولك..!
هُنالِك، أغمَضتُ عينيّ.. وفكّرتُ طويلًا..
مَاذَا لَو.. لو أنّ الحَيَاةَ كذا ظلامٌ في ظلام؟
كَيفَ سأرىٰ نورَ أمي؟ كيفَ سأقبّل إخوتي؟ كيفَ سأرنو فوقَ السحاب الّذي لا أراه؟ كيفَ سأتأمّل؟ كيف سألتمِسُ عظمَةَ ربّي في مخلوقاتِه؟
أنا إن التقيتُ بشخص.. كيف سأجلس معه؟ كيف سيراني ولا أراه؟ كيفَ سيعامِلني؟
سأدرُس؟ سأبكي حينَ يهزؤونَ بي؟
سأغضب حين يستفزونني؟
سأطمَح؟ سأحلم؟ سأسعىٰ؟
من سيتزوجّني؟ هل سيتحمّل كبد الاعتناء بي؟
 كيف سيبدو بيتي الذي اختيرَ لي.. لأنني لا أستطيع!
ألن أعمل؟ من سيقبل عمياءَ كمهندسةٍ أو طبيبة؟
سأنجب؟ سأقصّر في الاعتناء بصغاري؟
 هل سيحبّ الأولاد أمّهم الكفيفة؟ أم سيهربون ويختبؤون عنها بين أصدقائهم.. لكيلَا يُهانوا بـ"أمّكم لا ترىٰ!"
سأصبر؟
سأسلّي نفسي بـ"إن الله قال إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة"*
هل سأحبّ الحياةَ وهيَ ظلام؟!
أظنّ اللهَ يعوضني بنورٍ بلا عينين!
كيفَ سأحيَا؟

بينَا أنا غارقةٌ في آمَالي، إذا بكفٍ حانيةٍ تهدّئني، كانَ ذاكَ أذانُ الصُبح..
ربّي يناديني، فتحتُ عينيّ فإذا هي غارقةٌ بينَ الدّمع..
ربّاه شكرًا.. وعفوًا!
شكرًا لأنّك منحتَني حياةً بعينيّ!
وعفوًا إلهي.. عفوًا جزيلًا يا رب..
لم أقدّر نعمتك.. لم أعمل بها..
بل لم أشعُر..! بل أسأتُ يا ربّ!
أسأتُ حينَ كنتُ أنانية.. لم أفكّر يومًا في فئة يبصرون.. يبصرون ببصائرك يا اللّٰہ، لا ببصرنا القاصر..!
أخجل يا اللّٰہ أخجل.. حينَ أراهم أفضل مني!
أخجل يا اللّٰہ، حينَ يرىٰ مجتمعي أنّهم عاجزون..
أخجل يا اللّٰہ، يومَ ينفَرُ منهم وكأنّهم حِملٌ ثقيل!
أخجل يا اللّٰہ، حينَ تسألني ماذا قدمتِ يا مُزنة، فأطأطئ خجلىٰ، وأقول لا شيء يا ربّ!
عزمتُ اليوم، أن أحملَ رسائل.. علّها تبلغ الألباب..
هم كأنا.. وأنت.. ونحن..
هُم بشرٌ ككلّ البشر، يحلمون ويسعون..
عُتبىٰ من اللّٰہ نتجاهلها.. {عَبَسَ وَتَوَلَّى () أَن جَاءَهُ الْأَعْمَى} أنّىٰ تعبسون وتُعرِضون!
{وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى () أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى}!
أنسفّههم؟ أظنّ أنّهم "معاقون"؟
{وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَى () وَهُوَ يَخْشَى () فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى}
أنتلهّىٰ عنهم بسفاسف الأمور؟ تكفينا هذه العُتبىٰ من الربّ "(
{كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ}
{كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ}
{كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ}!**
حرامٌ عليكم يا مجتمعي حرام.. أن تدمّروا أحلامهم بيديكم!
حرامٌ والله، وستُسألون..
فلنسعَ ولنعِش أحلامهم معهم.. ولنحققها!
رفقًا يا خيرَ أمةٍ رفقًا! ")


_______________
*صحيح البخاري، باب فضل من ذهب بصره، رقم الحديث 5329
**[سورة عبس: ١-١١]
*** الصور من مجموعة إبداع البصيرة في الفيسبوك








هناك تعليقان (2):

  1. الله <3 ..!
    الصمتُ في حرمِ الجمال جماااال ..!
    أبدعتِ ..
    أتحفتني يا رفيقة ^^"

    ردحذف
  2. :$ لم أدرِ بمَ أرد..!
    "هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أفكر" ^^

    ردحذف