الأحد، 17 مارس 2013

مُذكّرات طالبة مَدرَسيّة~ حُمُرٌ مُستنفِرةٌ تفرُّ مِــنْ قَسوَرَة!

في وسط الهدوء الذي يحتضنني،
وبعد أن شعرت بالأمان في حضنه،
جاء عدوٌّ سَرَقني مِــنْ حضنِه!
صَرَخات مدويّاتٌ ودُمُوع وَوُجوهٌ مصفرّة ومُكفهرّة يَبدو علَيهَا هَول ما رأت وتراكُضٌ إلىٰ تِلكَ الزَاويَة في المَمرّ وَعَودةٌ بِوجوهٍ ترتَدي أقنِعة الفَزَع! خُلِقوا هَلوعين إذَا مسّهم الشرّ جَزوعين!
فُضوليٌّ هوَ طَبعي، فحكمَت عليّ نَفسي حتماً أن أهروِلَ معَهم لأُشَاهِد مَا حدَث ومَا دَار..
صَادَمتني الوُجوهُ العَائدةَ الباكيةَ كحُمُر مستنفِرةٍ تفرّ مِــنْ قَسوَرة! وقَلبِي تملَؤُه المُحاذرة، ومُحاوَلةٍ لإعدَاد نفسي لهَول ما سترىٰ! أدركتُ مِــنْ وجُوههم غَيرِ المُستبشِرة أنّه فعلاً هَول!
مكبّةً علىٰ رأسي خرجت، وعِندَ صفّنَا رأيتُ الهَول!
كُسَت الأرض بالدّماء كساءً لا يكادُ يظهَر منهَا شيء!! مَا حصَل وما صَار؟!!
بقَلبٍ مصدُومٍ ووَجهٍ أقرب إلى وجوه سكّان المَقابِر، للحظَةٍ دارَ صِراع عنيف بينَ حواسّي وعَقلي! فهذه تَقول لي ارفعي بصرك والآخر يقول لي ستندمين!
انتصَرَت الحواسّ في النهاية، لأنّها الأقوى! وقانون الغابةِ يَطغى!
رفعتُ رأسي وأدركت أنّ العقل كان محقّاً، وأنّ ليس الأقوىٰ دائماً الأعقل!
رفعتُ رأسي وصُدِمت مِــنْ شنع ما رأيت! تعوّدت على المشاهد المقطّعة للقلب صمتاً، لكنّ هذا مختلف!
فتاةٌ التفّت عليها إدارة المدرسة خاشعةً أبصارهم! وهِي تصرخُ وتولول! ويدُها متقطّعة بحقّ! لا أبالغ، ليس جرحاً بل تقطيعاً!!!! يا اللہ!!
بعَينٍ دامعة عدتُ إلى حيث جئت وجسمي مقشعرٌّ يرتجِف ولَم أملك مِــنْ دمع عينيّ شيئاً! وحاولت تهدئة تلك الباكية التي يكاد يُغمىٰ عليها في حضني!!
تَعود لنا الأخرىٰ ترتدِي قفّازاً مِــنْ الدم! وحكت لنا بقلب مرتجف وحروف ملعثمة، أنها كانت في موقع الحدث، وسمعت تمزّق شيءٍ ما ورأتها بعد أن دخلت يدها في مروحة دورة المياه!!! فحملتها مسرعةً والمسكينة يكاد يُغمى عليها لشدة ما لاقت مِــنْ ألمٍ ولكُثر ما نزفت!!
أُسعِفت، وبدأ القيل والقال ينتشر كالنّار في الهشيم! فكثرت الأقاويل:"هي بلهاء مجنونة! أليست عاقلة؟! ألا تدري أنّ المروحة تقطّع فمَا الجنون الّذي نَزَل عليها لتُدخِل يدها! 'تستاهل'!"
وقَال آخرون كثير.. وقالت شاهدة الحَدث أنّها كانت ترتدي حجابها، فسحبت المروحة جزءاً منه! فحاولت إخراجه فدخلت يدها معه!!

~ فُقدَان شهيّةٍ ورَحيل الرّغبَة المستَوطِنة بداخلي أن أخرجَ دوماً لذَاك الممرّ ، -مع أن الدم نُظِف فوراً- اعتَراني، تصوّرتُ نفسي أو أُخرَيات مكَانَها! يا اللہ رحمتك!

هناك تعليقان (2):

  1. رحمَاك يَ الله ، كُن فِي عونِها واشفهَا يَ معَـافي :")

    ردحذف
  2. يااا اللہ، شككراً هديل ♡

    ردحذف