الأحد، 5 أبريل 2015

صراع وأفكار في "وَأَعِدُّوا" ٣

مرارًا وتكرارًا تنحبسُ الكلماتُ في صدري فلا أجدُ لها منفذًا من أي جهة، أحاول درجتين شمالًا ثم عشر درجات ونصف جنوبًا ثم آتي فأحاول التصويب كصياد ماهر أو كما أتمنى أن أمسك البندقية لأفجر بعض الأشياء التي تذكر أو لا تذكر، أنا لا أفلح غالبًا، وحين أسقط مصابةً بالحمى وعيناي تحرقانني حينها يستسلم الكلم ويخرج طواعًا.

شجرة النرجس التي رأيتها قبل يومين كبيرةً مزهرةً يعلوها ثمرُها كانت هي البداية، لا أدري كيف ألهمتني، ربما لأنني دائمًا أهدئ من روعي أنني أنمو الآن وأعد نفسي لأمتي ولم يحن موسم الزهر بعد! حين يحين في أعلى العمر سأزهر زهرًا فواحًا ينفع -وعسى أفعل!-. 

اليوم على المائدة، كانت أختي وامرأة أخي تتمازحان: "حية أو ميتة كنت، فاطمة لعلي."، بغض النظر عن ضحكي معهن إلا أنني كنت عميقًا أدرك أن هذا ما هو إلا بعض حماقة، وهنا تبدأ كل انكساراتنا وانهزاماتنا من أبسط الأشياء التي غالبًا لا نعي عمق معناها، فاطمة لعلي إن أحبته وأرادته، ليس لأي إنسان الحكم على اثنين بالحب الأبدي فيصبحان كالبيت -الذي لفت نظري قبل أيام- لم يتم بناؤه بعد ولكن سوره وبابه الخارجي محكم! كما ليس لأي إنسان الحكم على إنسان بالفسق أو حتى الحماقة لمجرد أنه يخالفه أو لا يتبع مذهب الشيخ فلان. أضع نقطةً وأتنهد ألفَ تنهيدةٍ على مصائبنا المتتالية تترًا، وإني لأعد عدم إتقان الناس لفقه الاختلاف أعظم مصيبة. 

شعور التناقض تجاه أي عرس حديث يشبه تمامًا شعوري تجاه الأمة، فلا أدري أأحزن لفراق العرسان أو بعدهما أكثر عن ذي قبل أو أفرح لفرحهما وما سيعمران ويخلفان مع عرسهما. عمومًا، بارك الله عرس أخي وأصلح الله شأني وشأن أمتي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق