الجمعة، 20 مارس 2015

صراع وأفكَار في "وَأعِدُّوا"

١٩ مارس ٢٠١٥
اليوم أثير شجن ذكرى هامة، وأرسلت إحداهن صورة ورد ذابل وقالت اكتبن فيه، وكنت أحادث مرابطًا مقدسيًا، أظن أن هذه كلها دفعات من الله لي لأكتب.

٢٠ مارس ٢٠١٥
أعترف أنني أكره تأجيلي للكتابات حين أباشرها، لكن تلاطم الأشغال وسقوطها فوق رأسي بألم يؤلم، عمومًا ربما اختار الله ظروف هذا الصباح لتكون أفضل.
يجب أن نتذكر جميعًا أن السماء حين تمطر؛ لا تمطر لتفرحنا فقط، أظن أن قطرات المطر تتقاسم المهام، فجمع يحيي بذرة ميتة منسية، وقطرة تجري مجرى كاد يجف، وقطرات ترطب قبور الموتى، وأخرى تطرب بصوتها العاجزين والمرضى لينخفض أنينهم وينصتوا إلى نغماته، إن في ذلك لآية لقوم يسمعون.
بالأمس كنت أحادث مقدسيًا فألححت عليه في طلبٍ ما، ثم انتبهت لوقاحتي فاعتذرت عن إلحاحي وتعجيزي إياه، فقال لي كلمةً عابرةً لم يلقِ لها بالًا: أقل ما نستطيع فعله لكم. بدأت بلملمة ما تساقط مني دهشةً وكأنه صدمني بقوة غير متعمد وأسقط كل أغراضي، ارتبكت وأوشكت أن أعتذر مجددًا لعلي أنا التي اصطدمت به، لكنني فوجئت بنفسي اجترأت وقلت ما كان عالقًا في صدري لسنين، قلت: وأقل ما نستطيع فعله ليس لكم بل للأمة أن نعد أنفسنا لنصل إليكم فاتحين منتصرين أعزاء، في الحقيقة نحن حين ندعو للأقصى لا ندعو لكم بل ندعو لأنفسنا! أظن الرجل تفاجأ من ردي الغريب فبدأ يرقّع الموقف بدعائه بموعد لنا في الأقصى قريب، صمتُّ حينها وكل شيء فيّ لم يصمت.
يتذكر كل الناس غض البصر حين يرون سوء الصور الدموية الفلسطينية في غزة والقدس وكل شبر من فلسطين، وينكسر المهتمون بالقضية حين يرون انحدار الحال إلى الأسوأ، ويقول الناس بشفقة: مساكين، كم عانوا. يشتعل كل شيء في داخلي وأود لو أصرخ: لا أحد منهم مسكين! أنتم المساكين حين ترون كل شيء وتشفقون ثم في الحال تنسون وتنصرفون إلى دنياكم، ادعوا الله لأنفسكم بالرحمة والقوة والعمل لأجلهم، هم يقاومون وأنتم لا تفعلون.
كثير من الصبر نحتاج حين نعد أنفسنا وننتظر النصر  كأبٍ يرتقب خروج مولوده ويرجو أن تزول آلام حبيبته، "فصبر جميل، وحدها الشعوب قادرة على ولادة أوطان حرة وإن اشتد المخاض."، هكذا أسكت نفسي دائمًا. يا الله كثيرًا من الصبر والقوة.
عمومًا، المطر كله رحمة أيًا كان ما يفعل، وكذلك البشر كلهم خير أيًا كان ما يعدون به أنفسهم لنصر الأمة، إلا السيول السيئة! فكن رحمةً وخف من أن تكون زبدًا يذهب جفاءً، بل انفع الناس وامكث في الأرض وإن غاب جسدك.

هناك 3 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. اشتدي يا أزمة علك تنفرجي ... أعجبني حديثك عن مهام قطرات المطر 🍃❄️

    ردحذف