الأربعاء، 14 يناير 2015

الحق مَسفُوه. أيبزغ؟

على مر السنين، تضايقت لأن الغش كان يسري فينا كالدماء في الشرايين بسلام، مهما اعترضت أو تضايقت صبّروني بقولهم: ستأخذين حقك في الثانوية العامة. أما اليوم وقد وصلت للثانوية العامة التي يأخذ فيها كل ذي حق حقه وأجدهم قد تجاوزوا حدودهم؟ عذرًا لن أصمد؛ سأغضب وربما أبكي.
سبق لي أن جربت إعطاء شيء لأحد أولاد إخوتي ليجتهد فيه؛ ثم ما إن أنهاه وفرح به حتى أخذته منه وأعطيته لقرينه، بكى بكاءً مرًا ولم يهدئه أي شيء إلا إعادة ما اجتهد فيه إليه رغم أنها لعبة أو حتى حفنة تراب لا تقاس! هنا الفطرة تتجلى أن لكل مجتهد نصيب الفرح فيما اجتهد فيه وكل متعب ستسمع ضحكاته بعد رؤية النتائج وأن الله يعين الذي يجتهد حتى يصل لأقصى مراتب الفرح ولو كان كافرًا، إذن.. هل أطلب أكثر من حقي؟
لا أستطيع التماس أي عذر لمسؤولة مراقبة أو مشرفة تأخذ إجابات طالبة لم تنم الليل للمذاكرة وتأتي أخرى تأخذها على طبق من ذهب! صبرنا سنين على هذا الحال لأن لا أحد سمعنا ووقف بصفنا وصبرونا على فرح الثانوية العامة وأن الغاشين سيفشلون تمامًا في الثانوية العامة وسيظهر الحق ويزهق الباطل، أما اليوم حين وصلت لمرحلة الفرح أحبط بحماقاتهم؟ نعم أنا متيقنة جدًا أن الباطل كان زهوقًا، ومؤمنة جتى النخاع أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا وأنه عليم بي ولا يتركني وسيحاسب كل ظالم في الآخرة، ولكنني أظل إنسانًا كأي إنسان يرفض الظلم، هل أنا مذنبة لأنني أرفض التخلي عن إنسانيتي؟ 
لا تستمعوا إلى كلامي لأنني قاصرة طفلة، ولا تهتموا لأنني في لحظة غضب، وحاذروا أن تستجيبوا إلى "تعصبي" الديني وتمسكي بالمبادئ الإسلامية، فقط طلبي الوحيد هو أن نستعيد شيئًا من الإنسانية أو الفطرة. وإن لم تفعلوا؟ سأتقدمكم لأرفع أعلام الحداد على نفسي.

هناك تعليقان (2):

  1. اشكي الى ربك لا للبشر !
    حتما يبزغ ! اذا لم يبزغ فأي فجرٍ ننتظر ؟ ولكنها ولادة قيصرية لجيل الغرباء في اخر الزمان .

    ردحذف
    الردود
    1. لا أشكو حالي لبشر، إنما أكتب هنا لعل بقايا إنسانية تمر هنا.
      يقينًا سيبزغ بإذن الله.

      حذف