الجمعة، 2 يناير 2015

أمّا الآن؛ فلأغضب ولأستعِد وطني.

اندلع حرب في رمضان في غزة أحرق آلاف الأطفال والضحايا، ولكن الضرر الأكبر لم يكن هناك، ربما أكبر إصابات الحرب كانت في فؤادي.
كنت أهدئ الباكيات وأقول أن كل روح تموت لا تموت، بل هي تحيا. لا تقوم أمة على مر التاريخ إلا ضحت بقسم من كبدها، قد يصفر وجهها ويبدو لهم أنها تموت، لكن الله يعلم أن ذاك الاصفرار -رغم الألم- هو الذي سيدخلها الجنة.
بالأمس كنت أهدئ الباكيات لأن اليقين قد تغلغل في روحي أن الله لا يميت إلا ليحيي، ولكن اليوم؛ أعترف أنني خجلى من الله، فلتنسوا أن من طبيعة الإناث الخجل ولتعدوا خجلي خجل رجل. أنا والله أخجل من قومي الذين حين سمعوا الحرب أبدوا عونهم وفزهم؛ وحين خمدت -ولم تمت- لم نحس منهم من أحد أو نسمع لهم ركزًا.
فلتنسوا ما قلت عن الخجل، نعم أنا امرأة ولكن صوتي أبلغ من أن يكون مجرد عورة، أنا امرأة عربية دمي دم حر يرى المذلة كفرًا، حاصروا غزة وقطعوا عنها الحياة وأنتم لا تسمعون إلا وقع صواريخ الحرب فإن ماتت متُّم؟ لسبكم الدهر. إن أراحكم سكوتكم فسأغضب أنا عنكم وسأعلمكم كيف تكون الحياة وسألقن صغاركم الحياة لئلا يكونوا عجولًا أجسادًا لها خوار تطلقها وقت الحرب. حذارِ حذارِ من غضبي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق