الثلاثاء، 12 فبراير 2019

مذكرات طالبة جامعية 11

هبني شيئًا واحدًا يبث فيّ هذه القوة الهائلة للاستمرار كل يوم بقوة لولا دعاء أمي؛ ذاك الذي تتلوه علي صباح مساء "الله يحفظك ويوفقك وييسر لك أمرك ويعينك ويقويك على دراستك..." ، ما الطمأنينة إن لم تكن هذه هي؟

على مدى ثلاثة فصول أكون سعيدة لأنني لا أصل إلى مرحلة الإنهاك النفسي من الدراسة إلا بعد مرور 7 أسابيع على الأقل وأستمر بقوة حتى بعد بلوغها، لكن أعترف أن هذا الفصل لم تنطبق هذه القاعدة عليّ، جيدٌ أن مرحلة القوة استمرت أسبوعًا. كنت أرسل إليها بالأمس وأقول: "لماذا أصبح لقاؤنا بهذا الحد من الصعوبة؟". ما الحياة دون أصدقاء يخففون عنا ثقلها؟ ما الحياة دون صحبة صالحة تخفف عن كواهلنا الحياة؟ 

حياة الضغط الشديد تصنعني، تخرج مني عصارة خالصة لكل ما أستطيع تقديمه أملًا في نفع الناس. من تدقيق وترجمة وإقراء ومذاكرة وشرح ومنح أوراق والقائمة تطول. مخيفة فكرة أن أتخرج دون شيء يذكر، فلأستغل ما بقي في العطاء. 

تلك المرحلة من التعب التي لا قوى لنا بعدها على شيء أبدًا، التي يرسل الله لنا عندها صديقًا ينتشلنا من الألم والإنهاك الجسدي إلى قوة وعافية. ذاك الجوع الذي تعودنا عليه، وأصبح نظامي الغذائي يحتوي وجبتين؛ إفطار وعشاء فقط. سليمان وأنا أعلق على رغبته في إطعامي عديدًا حين أعود وأقول: "مشروع تسمين؟" ، فيقول: "بل مشروع إنقاذ حياة!" ، كل هذا عند الله. 

آلات المختبر التي كلما استخدمنا واحدة تعطلت وجلسنا نبحث عن حلول وننتقل إلى أخرى وتستمر السلسلة إلى أن ينتهي الوقت وننتظر يومًا ويومين حتى نحصل على آلة مناسبة ونركص في غير أوقات المادة هنا وهناك، كل هذا سيثمر بإذن الله. 

لا يخفف هذا كله إلا حلقات القرآن وصحبة القرآن، هذا الذي أنزله الله هدى وبشرى للمؤمنين، كلما اجتمعنا لتلاوته حدثت معجزات بداخلي. يا رب أدمها من نعمة.

هل لي أن أقول أنني لا أحب أن يسمى حفل تكريم المتفوقين "تتويج جهود"؟ هل يعلمون كم من أناس يجاهدون بلا وصول؟ وقد يصل من لا يجاهد كثيرًا؟ الله وحده أعلم بالجهد وهو يجزي به.

تهربي من المذاكرة الدسمة لن يستمر طويلًا، ستبدأ الاختبارات التي تؤدبني. أنا والله أحاول من أسبوع دون جدوى، أجبر نفسي؛ أنجح أحيانًا، ولا أنجح أحيانًا. أجبرت نفسي وأنهيت مذاكرة مادة كاملة غير المادة المخطط لها، هل أحسنت؟ ربما أحسنت دون أن أحسن. المهم أنني لا ولن أتوقف عن المحاولة. اليأس موت. 

اللهم قوة نفسية تبث فينا الحياة التي تجعلنا نستمر بقوة إلى النهايات، اللهم الصبر الجميل؛ أنت قلت "واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين"، أحاول الإحسان بكل ما عندي يا رب، آتني الصبر والقوة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق