الخميس، 12 فبراير 2015

ثرثرات لا تهمكم ٥

بالأمس توفى الله عمتي وقبلها خالتي التي كانت أمي الثانية وقبلها جدي وقبلها شعب كامل، ماذا سأقول لله إذا فتحت عينيّ في قبري؟
قبل أن أكون في قبري؛ من أنا؟ المرآة تقول بأن شعري أسود وفي أحسن الحالات تحت الشمس يصبح بنيًا، وتقول أيضًا بأن عينيّ سوداوان أو بنيتان، هل تكذب المرآة؟ لا أعرف. عمومًا سمعت في المهد أن نزار قباني تغزل في امرأة عرف عروبتها من فحامة شعرها، هل أكون عربية؟
وعلى ذكر المهد، طرى على بالي سؤال لم أجد له جوابًا أو ربما وجدته بعد رحلة مضنية مع نفسي مع تصبب كثير من العرق، لماذا تكبدت أمي عناء حملي وولادتي؟ ولماذا تشقى كل يوم حتى ترسم على وجهي نصف ابتسامة؟ هل أنا ضمن أصفار المليار أم على يساره؟ لا أعرف شيئًا الآن.
إن متُّ، أأموت مؤمنة أم كافرة؟ وإذا قيل لي لمَ لبثتِ في أرض الله عدد سنين، هل سيكون (لأكون مسلمة أو عربية لا تضر) عذرًا كافيًا؟ لا. أنا أحتاج أن أكون ذات جدوى وأن أقدم حياتي هدية للأمة -أعتقد كذلك!-. 
سمعت أن الطلاب ينتظرون نسب الثانوية العامة، أنا لا أخاف وأضطرب كما يفعلون، أنا فقط أنتظر لأسمع هل أنا أقترب من حلمي أم أحيد. أظنني سأقول كما قال ياسين في وجه أخيه بحدة وهو ينظر إلى عينيه: "لم يتغير شيء يا بلال وخصوصًا حلمنا؛ انتظرني ثمان سنين وسأعود إلى فلسطين وأبني المستشفى وسترى.". تذكرت أنني أحيا لأعمّرني لأعمّر أمتي وأعيد لنا فلسطين أو بعض كرامتنا وعروبتنا، هاهنا أبلي بلاءً حسنًا -كما أظن!-، أنا لم أضع.
فلأستلقِ الآن في التراب وأطفئ كل الأضواء وأسترخي، أنا قريبة جدًا من الموت ولا زلت لم أحيَ. فلأعِ ذلك.

هناك تعليقان (2):