الخميس، 7 أغسطس 2014

فلسطِينُ وَنَحن .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمٰن الرحيم 
"سُبْحَٰن الَّذِي أَسْرَىٰ بِعبْدِهِ لَيْلًا مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَا الَّذِي بَارَكْنَّا حَوْلَهُ لِنُرِيَّهُ مِنْ ءايَاتِنَا إِنََّهِ هُوَ السَمِيْعُ البَصِيْرُ " [1الإسراء] صدق الله العظيم.

كانت حكاياتُنا الجميلةُ تحت ظلّ الياسمين تحكي الشّغف! 
كانت وأحلامٌ عظيمةُ تروي حكايا الزيزفون ! 
كُنّا، وكان الأقصى لنا قبلة! وبطهر الإسلام أقصانا يشابهه حديثُ الحرفِ كالعسجدِ ! 
هناك مسجدنا، وأقصانا، وأحلامٌ كما الأشياء نعرفها تخالط طهر مصحفنا! 
وفي اكليلِ حبٍ كان سيّدنا يُصلي !
إمامًا للأنبياء أُسريّ في ليلة ..
يا حبيبي يا رسولَ الله كنتَ هُناك ! 
أتدري يا حبيبي.. أننا لم نرهُ مثلك !
لم نصلِّ فيه ولم نَسجد !

فلسطين ! 
حَرفي المضوّعٌ بالحبِّ يحويها ! 
و على أوراق أحلامي
قد دُوّنت : فلسطيني ..
فلسطيني ! 
ودمع يعانق مقلتي ويفيض مني الوجد ..
فلسطين يا شوقي الكبير، يا منبع الأفضال والبيت الكريم ..
مالي أراكِ ذويتِ اليوم بعد كرامةٍ !
وبريقُ ذاكَ المجد مُلطخٌ بذل العَرب!
تصبحين حمرَاء بِأرضٍ دموية تحكي نضالاً ورباطة جأش من أمَد!
هلّا حكيتِ رواية الأبطال؟ 
وبأنهُم ماتوا وأُحيوا للأبد !


فلسـْطين !
حبكِ وحده يوقظ الفجر من غفوته! 
حبكِ وحده يقذف نور الصباح من ثنايا الليل! 
حبكِ وحده يخرج زهور الحياة من بنادقِ العَدم !
يَا عروسَ عروبتنا أيَا طهرًا حَاول الأوغادُ سلبه!
وما كان للطهر يوما أن يكون لأبناء صهيّون ..
كان نقيّا صفيّا وقد عكّر الأنجاس أرضه، وهتكوا بمُجنهم حرمتها المصون .. 
فلسطين صبرًا فمنكِ ورثنا التّجلّد! 
فلسطين صبرًا إن تخاذل عهدنا.. وصار عُرسك يومًا مؤجلاً  وحريّةً مشبوهة !
وبُدّل ياسمينكِ الأبيض بشتلاتِ دحنونٍ حُمرٍ وسود
وتخلّف عن الزّفة عريسك ولسانه يردد أغانٍ ويغرد 
بوعودٍ كاذبة أنْ غدًا عهدنا ويدُق طبوله ... !
فلسطين صبرًا إن تقادم عهدنا ولم تعودي بيننا تلك المبجّلة!

فلسطين !
كل حرف يروي قصة تعددت رواياتها ..
فلسطينيون بدمائهم ينحتون على جبهة التاريخ
فخراً وشهادة بـ مقاومةٍ وعزيمةٍ وإصرار!


فلسطين..
وكل ما أصابها علمه من كان على صراط مستقيم!
حين رأى حماتها يلهون ويلعبون حول مسجدها المقدس!
فأخذ يستنهض شبابها وشيابها!
نساءها وأطفالها!
كبارها وصغارها!
لكن.. وقع الفأس في الرأس!
انتشر الداء وتمكن من الجسد!
فأصبح العلاج شديد الصعوبة!
لكن شعب فلسطين الأبي لم يستسلم حينها..
وظل يناضل لعقود وسنينَ طويلة..

ولأن فلسطين سُلبت بإسقاط دين الله وعقيدته..
فوالله لن تقوم حتى تكون أمتنا بالله عزها..

ولو تأملنا ما حدث مع المؤمنين وليس المسلمين في سورة محمد..
لوجدنا أن التاريخ يعيد نفسه!
فحينما نزل أمر الله للمؤمنين بالقتال تخاذلوا..
وتظاهروا باقتراب نهايتهم..!

لكن الله حين ذكر كل داء أتانا بدوائه!

فكان الحل باتباع:
١- "فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم"
٢- "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم؟ أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم"
فمن يظلم يُظلم، ومن يقهر يُقهر، وكما تدين تدان!


وكي نصل إلى هاتين الخطوتين .. "أفلا يتدبرون القرآن.. أم على قلوب أقفالها؟"

والمقصد الحقيقي من التدبر هو أن يعظم الله في قلوبنا..
فإذا عظم في قلوبنا.. 
وامتلأت قلوبنا بحبه..
نصرناه وأقمنا رسالته على هذه البسيطة..

وضعوا أملكم بعدها في وعد الله لكم..
"يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"


يا أمة الإسلام ..

هناكُ طفولةٌ تُقتل وأم تُحجز وهذا شابٌ يُدفن وذاك أبٌ يضُم رصاصة محتّل!

فلسطين تسلب! فلسطين تصرخ، تستنجد!
فلسطين يا أمتي! فلسطين يا عرب! 
قضيةُ الإنسانيّة ليست قضية فلسطين!
قضيةُ أمّة تلاشتْ فيها معاني العقود والعهود! 
في سبات عميق بغفلة مصطنعة هُمّشت! 

بعد أن كانتْ لنّا في الهندِ والسندِ راياتُ الفتح والتحرير مرفرفةً بـ شموخ! 
كان الدين قويا بمن سبقونّا وهَا نحن ذَا نجعله ضعيفاً بنّا ! 
أضعتِموها وضاع معها عزنّا واغتصبتُ الوردةُ النديّة واستِنفذَ عطرهَا ! 

يقاومون وأنتم في نوم تتخبطون، ويحكم !
ويأتيكم حلمُ النّصر تزفهُ الأفراح وأنتم بين غطاء الكسل والخمول ساكنون! 
لم ترَ أعينكم النور حتّى! ويح العروبة فيكم يا عرب ويل رايات الهزيمة بأيديكم !

غبار الظلم مازال يكسوكم 
والذل يغلفكم وغشاوة قاتمة تغطي قلوبكم!

ويحنا من كَم العار والعيب علينا ..
يحيط بنا من الشرق والغرب!
وما يزيدنا عاراً على عار وهماً وغماً!
أن منّا من يسند أعداء الله أعداءنا لعنة الله عليهم
بالله عليكم ما الذي أعمى بصائرهم؟
والله إن لفلسطين رجالاً أكفاء وإلا ما بقيتْ لنا باسم المقاومة الأبيّة فيها ! 

حتى نجعل كُل روحٍ تتنفس بسلام وتتسع لنا أحلامنا وحتى نُعيد ابتكار وصياغة عقولنا ونُدرك بأن الجنّة هي المُراد ونصل إليها ولحُبِ الاشياء التي لم نرزق بها بعد ،
 نحن نحتاج إلى إسلام حقيقي! حينها لن نحتاج لأن نهتم في أدق التفاصيل، هو يكفينا .
 لـ نزع المضطهد من هذه الدار لانريد منكم الا بضعة أدوار وواجبات ، اذا فعلناها على الوجه الأكمل كُنّا ممن أدى حق فلسطينيّتهُ و يكتب الله لنا أن نكون أحد أسباب نصرتها :
يجب علينا أن نعلم جيدًا من نحن ولماذا خلقنا وما الذي فرض علينا ولم يُفرَض، وأن نتعلم كل شيء يفيدنا ونطبقه في حياتنا، وأن نعلم حقًا ما هي فلسطين وكيف كانت وصارت وإلا يكون حبنا مجرد نواح على صورة حرب أو تغيير رمزياتنا في وسائل التواصل الاجتماعية ولا حتى الدعاء ببكاء وخشوغ قبل الخلود إلى النوم . وإذا تغلغل الحب في أرواحنا فسنخبر كل أحد عن قضيتنا وأمتنا وسنفهِم العالم من فلسطين ومن نحن وما يجب علينا، وسنصل الليل بالنهار لنعمل لها ولا تنام قلوبنا حتى تكون أمتنا حرة عزيزة .

لا تتصالح ولا تتوخَّ الهرب 
سبقونا للفداء بعد ما عرفوا بأن هذا الشتات يتزعزعُ بآيتين و ركعتين 
وقلب صبور لا ينفطر ولا يشكو . 
بعدما ندرك حجم المهام الملقاة علينا ، سنصنع منا دعاء عمل ، قوّة وأمل
 تحرك بالدعاء ، لا تطلب من الله شيئًا وانت لا تتحرك للشيء ذاته ، او تقول يارب انصر هذه الأمة وأنت بسبات !
نحن لا ننتصر إلا حين نرجع لله وهذا ما يربط على قلوبنا 
بأننا سَنُحييهَا و نُحييها 
حتى يُحيي الله من فَوق السماوات نصرًا
صحيح أن ما أخذ بالدم لا يُسترد إلا بالدم، لكن حربنا الآن حرب أخلاقية فكرية لا حروب سيف . علينا أن نكف عن كل ما لا يفيد ونهتم بالأساس، نهتم ببناء عقولنا بالعلم وأرواحنا بالصلة بالله والاعتزاز به، وعلينا أن نعمر الأرض حبًا وإيمانًا، وأن نحتسب الصغار شتلات نزرعها فكرًا وعقيدة لكي تزهر غدًا في فلسطين . علينا أن نكف الاهتمام بالقشور والمظاهر والترف واللهو وننصرف إلى ما يبنينا لكي نكون عمارات القدس . وهذا كله طبعًا لا ينبع إلا من القرآن ، ثم شتى العلوم . وعلينا أيضًا أن نترك بعض ما نشتهي لنقاوم رغبات أنفسنا ونعطي أموالنا للأمناء الذين يوصلونها إلى فلسطين . حتى وإن كانت زكواتنا ، ستملأهم فرحًا وعزة وسيدعون لنا .
والمُقاطعة إلحاق الضرر بالمُنتج او الدولة ويعتبر كشكل من اشكال الاعتراض ، لذا يجب علينا مقاطعة كل منتجات الأعداء مهما كانت لذيذة كـ شعوب عربية وإسلامية من اجل فلسطيننا .

آه ! فلسطين الحبيبة ..
قد سمعنا عنكِ قولًا كثيرًا ..
قولًا رفع عزَّتكِ وقدركِ ..
مكانتكِ وشرفكِ ..
أيا فلسطينَ المُعزّة ..
أوَ يعلمُ من حولكِ أنَّ الحياة لأجلكِ
والسَّعي لأجلكِ
والبذلُ لأجلكِ
والجهادُ لأجلكِ
وحبُّ الفتح والنصر لأجلكِ
يوفقُ لنصرِ الله وفتحه ؟!
إن لله عباداً صدقوه وعدهم فصَدقهم وعده بتوفيق وتسديد منه وجندٍ من عنده! 
وإن لنا فيهم لعبرة بإخلاصهم وتضحياتهم في دروب الشهادة!
وبنصر الله في أمصار المسلمين المؤمنين نصرنا .




*مجاهداتُ القلم /
نُهى الجابرية، هاجر الشكيلية، صفا الرحبية، رحيق الحضرمية، البلجاء العيسرية، أسماء الخروصية، أروى العَبرية، مُزنة الراشدية، روان الرحبية، عفراء الكندية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق