الخميس، 19 يونيو 2014

السُّوق وأنَا . 1

لو كانت الأنوثة تقاس بالتسوق؛ إذن فالأنوثة لا تمت لي بأي صلة .
إذا حدث في يوم أن سمعتم بأني ارتكبت جريمة شنعاء، فلتعلموا يقينًا أنها كانت حين كنت أتسوق، تعرف أختي كم كنت أود تفجير ذاك الرجل الذي قابلته وآلاف أشباهه وحرقه وسحقه حين أراه يدخل في وسط قسم ملابس النساء الخاصة ويتفحصها، لو ارتكبت جريمتي الشنعاء فيه وأبدته لأضفت شيئًا جميلًا للعالم! ولقللت ذكرًا يريد أن يريكم بشعيرات نبتت على وجهه بأنه رجل وهو لا حياء ولا دين ولا عقل ولا ضمير فيه! أظنني لو فعلتها سأجعل العالم مزهرًا أكثر -بصدق-!
عمومًا، إن اضطررت لأن أتسوق، فأنا أتحول إلى وحش فجأة على أقل تقدير، لا أستطيع أن أصف مدى كرهي وبغضي للتسوق، ربما كان التسوق لذاته يتناقض معي، أو أرجح أن ما أرى أثناء التسوق هو ما يغضبني ويجعلني نارًا تستعر. أنا أشكر بعمق كل من يتحملني وأنا أتسوق، وأعتذر عن مزاجي الفظيع أثناءه.
قالت لي أختي اليوم وهي غاضبة: كفي عن التحديق في هاتفك وأريحي عينيكِ وأعطي التسوق حقه واختاري! قلت لها: حقًا أعتذر، لكنكِ تعلمين كم أن مزاجي سيء في لحظات التسوق وأود أن أتناسى وأمضي الوقت في شيء يفيدني ويبرد لظى فؤادي قليلًا! هي لا تعلم أنني قبل كل رحلة تسوق -بغيضة- أتأكد أن شحن هاتفي ١٠٠٪ وأنه يحوي كتابًا  إلكترونيًا جديدًا مثيرًا يجعلني أستمتع وأبرد فؤادي بعيدًا عن كمية الغضب والضيق والكرب التي تسكنني!
حسنًا، فلأحاول الآن كف ثرثرتي في وصف مشاعري ولأخبركم قليلًا لماذا أكرهه ولا أطيق قربه . 
- السوق في نظري دار مضيعة الوقت والميوعة والتبرج وكل ما يمكن وصفه بكلمة "الفساد"، أعرف أنني يجب أن أتغاضى عن هذا كله وأركز فيما أحتاج، لكن حقًا لا أستطيع كبت الغضب الذي يعتريني! كشعوري حين رأيت اليوم ذاك المشهد؛ رجل ملتحٍ تبدو عليه آثار الالتزام ويبدو مرتبًا أنيقًا يفهم معنى الدين، لكنه يمشي مع امرأة قد لا أبالغ حين أقول أن الدين براء منها في مشيتها وملبسها وفوق رأسها شيء أظنه عش طير، ووجهها أصفه بأنه -حزنت لأجلها لأنها ربما كانت ضحية- تلطيخ بالأصباغ! والرجل يحادثها ويضحك! حين كنت أحكي لأمي قالت أخواتي لي أنكِ لا تعرفين حاله ربما هو يرشدها ولكنها لا تطيعه! قلت لها ليس عذرًا ولا أستطيع التماس أي عذر واحد له، إن لم تطعه فلمَ يخرج معها؟! هل ضروري أن يبدو ملتزمًا بالشرع ثم يفعله ما فعل؟! حقيقةً في تلك اللحظة لم أتمنَّ أن أعلمه ولا أرشده ولا أصرخ عليه، بل تمنيت أن أقص -ببساطة- لحيته ليبدو خارج إطار الدين ثم ليفعل ما يشاء!
أكره أن أدخل السوق لأقضي ساعات طوال أتجول فيه حتى تنفد طاقتي، فلنأخذ ما نحتاج ونرحل بسلام آمنين!







أسبابي الأخرى في التدوينات القادمات في الأيام القادمة بإذن الله، آمل أن تحبوا شكل مدونتي الجديد بعيدًا عن الرتابة ولإراحة العيون بالنجديد ^^ 

هناك 8 تعليقات:

  1. مرة ٱحدى رفيقاتنٱ الجميلٱت التي لٱ أشك في أنها
    ستقرأ هذٱ التعليق بإذن اللّه قالت لأختي التي تكره
    التسوق مثلك: اجعلي نيتك في كل مرة تدخلين فيها سوقا
    سأذكر الله في مكان لا يذكره فيه أحدا.
    أعجبتني نيتها ^^"
    لكن لٱ زالت تلك الأمور التي ذكرتها وأشياء أخرى تزعجنا كثيرا لٱ محالة 3/>


    بالمناسبة حين رأيت بالأمس شكل مدونتك الجديد
    أردت التعليق لكن هاتفي خانني حينها
    هذا الشكل أعجبني أكثر بكثييييير جدا
    وهو مريح لمن يتصفح المدونة بجوٱله مثلي =(


    نشتٱق أحرفك!
    دمت بود سحٱبتي~

    ردحذف
    الردود
    1. جميلة نيتها، ولكننا نستطيع أن نذكر الله في خلاء أفضل من السوق!
      الحمدلله أنها أعجبتكم ^^
      الحمدلله ها قد عادت ^^ وإياك <3

      حذف
  2. :) التسوق وأنا!!

    ^^ ولثورتك شجون~

    ردحذف
  3. الحمدلله ^^
    لها شجون بإذن الله

    ردحذف
  4. التسوق وما أدراك ما التسوق -_-
    حينما أذهب أكون كمن "يساقون إلى الموت وهم ينظرون"

    لا أدرِ لم أعادي السوق إلى هذا الحد
    لكن أمي دائما تقول بأنه عليك أن تتعلمي كيف تشترين أغراضك بنفسك

    ردحذف
  5. السُوق يتحدد بمنظور الشخص فإذا كان ينظر للناس سيرى اكثر الناس لم يأتوا للتسوق بل لتغيير الجو بالأحرى فلذلك يجب على كل من يذهب للسوق محاوله أخذ مقتنياته التي يحتاجها وينصرف بأسرع ما يمكن بغض النضر عن الذي حوله

    وأنا أنصح بذلك







    وفي الأمس كنت أٌريد الرد على مدونتكي لكن هاتفي خانني




    تحياتي ::إبن أٌختك
    ::عــ . ب

    ردحذف