أستطيع أن أقول أنني مللت وكرهت حقًا تأمين الشعب العربي المسلم بأكمله واكتفاءهم به حين يقول الإمام والخطيب :"اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل (هذا البلد) آمنًا مطمئنًا يا رب العالمين"! أكره أن يكون اجتماع أمة بأكملها على قلب رجل واحد في مباراة كرة قدم، ولو حدثتهم وذكرت الله لانقسموا إلى ألف ألف حزب! أكره أن تكون أمتي كالذي يتضرع بأن تتحرك طاولته وهو لم يبذل أي طاقة لتحريكها! يحز بفؤادي أن أصرخ في أمتي كلها (كبر مقتًا عند الله أن تدعوا بما لا تفعلون!)، أنا حقًا أبغض أن يكون تذكر مجتمعي الوحيد لأمته في هذا الدعاء، ثم لا دين ولا عروبة ولا مروءة، فقط هم يقولون أنهم أدوا واجبهم بالدعاء!
وددت لو أني صليت تراويح اليوم على تراب وبيننا وبين الرجال قطعة قماش قياس ما تسترنا؛ في حين أن أمتي لا يوجد فيها جائع، وددت لو أن رمضان يغيرنا ويجمعنا على قلب رجل واحد؛ ولكننا غيرناه وشتتناه إلى صخور تحل محل قلوب مليار مسلم .
لا أدري حقًا لمَ أنا بائسة يائسة لهذا الحد، أعلم يقينًا أن الله محقق وعده وناصر عبده ومعز جنده، ولكنني كلما رفعت عينيّ عن همي وهمتي لأطمئن، تحطم في داخلي شيء كثير كبير لا يصلحه اللصق الخارق الذي يعيننا في الطوارئ خفيةً حين نكسر شيئًا مما تحبه أمي ، عمومًا، على مر التاريخ الذي يعاد كل فصل جديد لم تطل نكبة أمة إلا نهضت -وآمل ألا يكون طول نكبتنا حدثًا تاريخيًا جديدًا!-
نحن الذين نحمل على عاتقنا أمة من مليار مسلم يجب علينا أن يكون صدرنا أوسع من صدور ١٠ أضعافهم، وأن يكون لدينا -حقًا- صبر أيوب! وأظننا نحتاج قلبًا يغلف بمواد كيميائية تجعله أقوى من طرق مليار مسلم محاولًا كسره!
صب اهتمامنا على القشور والمتع مروع، تجاهلنا واكتفاؤنا بعيشنا الذاتي بسلام مزرٍ ، وأسوأ من ذلك كله؛ يأسي!
اللهم اسقنا غيث النصر ولا تجعلنا من القانطين!
﴿ وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ () فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ (هود-١١٥-١١٦)