الثلاثاء، 20 فبراير 2018

مذكرات طالبة جامعية 4

هاقد بدأ فصل دراسي جديد ومضى ربعه وأنا لم أزل في وضعية البين بين، لا أنا في إجازة وهناء ولا أنا في دراسة وجد في المذاكرة، لست إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء. أدرك أنني أحتاج إلى كثير من الجهد لأذاكر وأتفوق، لكن المشكلة هو أنني لا أتخذ خطوات عملية، والمشكلة في الخطوات العملية أنني غير مستعدة نفسيًا لهذه الخطوات العملية. آخ كم أن النفس البشرية معقدة لدرجة أنها لا تستطيع إدراك ذاتها!

المهم، الحياة تريني كل يوم أنها مجموعة من المتناقضات. إذ من بعد الفصل المريح الذي لا يقل جهدًا عن هذا، لكن قضيته أن مواده جميلة ومدرسيه أجمل واختباراته متفرقة لطيفة؛ يأتي هذا الفصل الثقيل الذي لم أستطع أن أتقبل نصف مدرسيه ونصف مواده، لأعيش أجاهد لأتكيف وأفهم أكثر مما أجاهد لأذاكر جديًا. 

هذا كله ليس مهمًا، المهم أنني أؤمن يقينًا أن لا شيء سهل وأن علي الجهاد، تكيفت مع انعدام مصادر الطعام أو انعدام الوقت لتناوله إما بمقاومة الجوع أو بإحضار طعام في حقيبتي، وتكيفت مع إجهاد الدراسة المتواصلة من الثامنة صباحًا إلى الخامسة عصرًا دون استراحة أقضيها في الجلوس على كرسي والاستماع إلى أناس يتحدثون دون أن يعرفوا أو يبالوا بحالة الكائن الجالس على الكرسي وهو يشبه الكرسي الجالس عليه. لم أستطع التكيف على شيء واحد مع كل هذا؛ أن أكون في مجموعة في المختبر مع طالبات لا يبالين إلا أن ينهين عملهن سريعًا ليخرجن. لا تهم صحة النتيجة، ولا دقتها، ولا يهم أن نفهم شيئًا، المهم أن ننتهي مبكرًا ونخرج لتناول الشاي. علمتني الحياة تحمل كل ما لا أطيقه، لكن لم تعلمني التعايش مع هؤلاء. كيف لا يريد إنسان أن يفهم ما يعمل؟ وكيف يعدون من يريد أن يفهم خارقًا لقوانين الطبيعة؟ كيف تكبرني طالبات بسنتين ويوشكن أن يتخرجن وهن لا يردن سوى الخروج دون التعلم؟ 

أدرك كل يوم أنني لا أفهم الحياة أكثر من اليوم الذي سبقه، أدرك أنني أحتاج إلى التعلم إلى أن أموت، أدرك أنني أحتاج إلى مزيد من التحسين والتحسين والجهاد والجهاد والجهاد إلى أن أموت دون التعلم. أدرك أنني أريد أن أحدث فرقًا في هذا العالم، وإحداث الفرق لا يُدرَك بالنوم الكثير والكسل. أوقن أن الله لا يعطي الأحسن إلا للمجاهدين؛ ولهذا سأجاهد. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق