أمشي في ممرات الجامعة أول الليل وصخب العصافير ضجيج، وضجيج نفسي أعلى، أهدئه بالدندنة "كلما قلنا يئسنا قالت الآمال كلا..."، أسمع صداي وصدى أحلامي وهي تردد "فغدًا تشرق شمس والأماني تتجلى"، أتذكر كل حرف من قصة المرأة التي حاربت وتفوقت في الطب وكلماتها التي كانت ترددها علينا في الجلسة كلمة كلمة، أتنهد، أبتسم وأكمل بقوة.
"أمشي على حلم
أراقب لهفتي
وأتوه
أسأل عن ظلالك
لا دليل!
وكلما أوقدت نارًا
يسكب الليل انطفاءً.
كم صرخة في اليأس
أكتمها
لأقنعني
بأن مداك
من أرجائي اقتربا؟"*
أردد علي هذه، أسجل لهديل مقطعًا أؤكد لها أنني لن أنهزم بعد نتيجة اختباري هذا مهما كان، أؤكد لها ألف مرة أنني لا زلت أدعو الله اليقين اليقين اليقين وأن يقيني لن يتدنى بل يزيد كلما انهزمت، أعني كلما اقتحمت عقبة لأنني لن أنهزم. أوشك على سب شبكة الجامعة في داخلي لأنها لم تفتح حتى بريدي لأتلقى النتيجة، ألغي الموضوع وأقرر الاستمتاع بأمسيتين بعد اختبارَي اليوم، أفرح وأنسى، أشحذ همتي، أتنهد وأطير.
أعود إلى البيت بعدما نامت الطيور بأمد، وبعد أن أوشك على النوم أبي، أقرر أن أثبت يقيني قبل أن أرى أي نتائج، أرتاح، أسأل أختي في أي أسبوع نحن ثم أجيبني أننا في الثاني عشر وأذكر لها كم أنني لا أستطيع وصف سعادتي بقرب انتهاء الفصل وقرب الخفة من الهم النفسي، أراها، أندهش ولا أندهش في الوقت ذاته، في الحقيقة كنت أعمل للأفضل وأتوقع الأسوأ، لكن السيء حقًا لا درجتي، بل محاولاتي الشتى لترقيع كل خطأ وإصلاحه من أساسه ثم بقاء الدرجة في هذا المستوى، لا يمزقني سوى عدم فهمي لموضع الخلل رغم محاربتي للعثور عليه منذ عامين. أفيّ العيب أم في اختباراتهم التي لم يكن طلاب كثيرون أفضل فيها مني؟ أنا لا أدري سوى أنني أسأل الله العثور على الثغرة العويقة وسدها.
هدنة من الحياة أخرج فيها من جو المذاكرة المستمرة إلى بحر وأطفالي وضجيج "عمتي/ خالتي مزنة" المبهج الذي ما انفك يعيدني إلي. أعود بعدها إلى غوص الكتب والأحلام يا رب.
يقيني برب الدروب المرهقة وعلمي أن الوصول لا يقتضي الانهزام بل اقتحام العقبات سببان كافيان لأكمل عمرًا مزهرًا. يا إله المعجزات أغث المجاهدين.
_______
*أُلفة الكندية
يا إله المعجزات، أغث مزنة وقلبها..
ردحذف" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين"
يا رب. متشبثة بها.
حذفشكرًا لك مروة، وجودك هنا اليوم وتعليقك أبهجني، ابقي بقرب.
ابقي على يقينك، وابذلي...
ردحذفسينصرنا الله حتمًا،💙
رائعة مزنة
لا محالة. الحمدلله.
حذفلله درك لا أنفك من قراءة حروفك
ردحذفحروف تجعلكِ أقرب إلى خافقي
إستمري في عطائك وإن كانت المعوقات كثيرة
وإعلمي بأنه:
#هناك_متابع_و_لكن_بصمت
#هناك_روح_تتلهف_لحروفك
وأكتفي بأن أفتخر بأنكِ خالتي الغالية
حذف