الاثنين، 2 نوفمبر 2015

أنت البناء.

ماذا قد ترى في الجامعة؟ كائنات معذِّبة وأخرى معذَّبة! لا لا كنتُ أمزحُ أو أنظر إلى العالم بالسوداوية التي يراها بعض الطلاب، قد ترى في الجامعة النعيم كله، وقد ترى صحبة تظن أنهم مُنزَّلون لك من الجنة ولا يخيب ظنك، ولكيلا أعطيك صورة مثالية جدًا، قد ترى عذابًا، ولكن العذاب قد تخوض فيه شاقيًا، أو تخوض مجاهدًا متلذذًا بجهادك، وهذا كله يعود إليك وحدك!

أيا طالبًا جامعيًا، أصغِ إلي جيدًا.. لا يمكنُ لأي أحد أن يأخذ منك نور الشمس، لا أعني الشمس التي تحرقك -بناظريك- بل تلك التي تحتضر الدنيا دونها، لا يمكن للمدرس الذي تتذمر منه أن يحبطك، لا يمكن للمحبطين -حتى- أن يغيروا أيًا من قناعاتك، ولا يمكن للقواعد الثابتة أن تسري عليك، من قال أن كليتك مقبرة الجامعة؟ من قال أن أصدقاء الجامعة -من غير تخصصك- لا يدومون؟ من قال أن اختباراتك مهما بذلت فيها لا تحصل على درجة عالية؟ ومن قال أنك عبد طوع المعدل؟ قوانين الحمقى لا تسري عليك إلا إن شئت أنت!

تقاعسك عن البناء مسؤوليتك وحدك، وسعيك فيه مسؤوليتك وحدك، أنت إن اخترت لنفسك التطوير والعمران أخذت الجامعة بيديك كلتيهما، وكانت لك خير بانٍ ومعمر، وإن لم ترد لنفسك إلا الحياة الدنيا*، فهي لك كلها؛ فلتتحمل خسرانك!

بيدك أنت ترتقي الأمة، وبعقلك تنمو، وبعينيك تستنير، "عيناك حلمها الذي سيكون كبيرًا كما يحلم المتعبون؛ كبيرًا كخير بلادك"، أنت تخفيف من الله على أنين المعذبين، حرية المسجونين أنت حين تتنفس هواء بلادك تنعم بحريته وتنعم بعطائك في ظلها، أنت حين تأكل من أفياء الله إنما تدخل في جوفك قوت الجوعى، وحين تدعو لك أمك إنما تدعو لكل يتيم حزين، وأنت حين تتزمل بدفء دثارك إنما تلم المشتتين جميعًا، أنت حين تقاسي الشمس، حين تقطع الدروب الطوال، حين تجاهد لتتعلم، حين تقاوم النعاس لتقرر النهوض عوضًا عن السبات اللذيذ، وحين تنتفض مزيحًا عنك كل كسل؛ مجاهدًا تبغي سمو فكر، أنت إذن في أقصى حالات البناء، أنت تعمّر العالم!

أنت يا صاح بيدك أن تحترق لتضيء، تحترق حين يغمرك شعور التقصير ونكران الجميل حين تغرق في نعم الله ولا تستطيع رد شيء من جميله، فيدفعك احتراقك إلى احتراق أعظم في أن تفني نفسك في البذل إلى أن تضيء العالم، أنت نور على نور!

قف دون رأيك في الحياة مجاهدًا
إن الحياة عقيدة وجهاد! 



_____________________
*الحياة الدنيا: هي الحياة التي يختار صاحبها أن يحياها في  أدنى مستوى لآداء المهمة التي خلق لأجلها.

هناك 8 تعليقات:

  1. قف دون رأيك في الحياة مجاهدًا
    إن الحياة عقيدة وجهاد!

    مزنةُ يا مزنة!
    أدامَ اللهُ حروفكِ كالغيثِ تمامًا أينما وقعَ نفعَ وروى العطشى 💙
    بارككِ الله وفكركِ وبثَّكِ

    ردحذف
  2. آمييين آمين :") ❤️
    دومي قريبة!

    ردحذف
  3. مزن..
    السطور مشبعة بالتناسق و الألفاظ عميقة الدلالات ❤️!
    رزقكِ الله سبحانه كل ما تصبو نفسكِ إليــه..

    ردحذف
    الردود
    1. من فضل ربي :")
      آمين آمين ❤️
      وددت لو عرفتك!

      حذف
  4. مُزنة يا مَطراً على قلبي💘، سُبحانَ من أودعَ فيكِ وفي خرفكِ كل هذه الطاقةَ الإيجابية، أنعشتِ قلباً يتأوهُ من كثرةِ الضغوطات، حماكِ ربي ..

    ردحذف
    الردود
    1. يا الله :")
      من فضل ربي!
      أنتِ المطر الذي أشتاق هديل، حماك ربي ويسر لك الخير كله ❤️

      حذف
  5. جالسة تقولي الكلام اللي في خاطري��❤️

    ردحذف