الأربعاء، 17 سبتمبر 2014

ثرثرات لا تهمّكم ٣

كلهم تمنوا ورجوا ودعوا الله ألا يموتوا حتى نسترد القدس، ماتوا ومات أولادهم ولم نستردها، أخشى ألا يستجاب دعائي مثلهم وأن يكون ظن الناس بي أنني "محررة الأقصى" هباءً منبثًا .
كبرت اليوم فجأة، أو لعلي أقول أنني كل يوم أكبر وأشيخ وأقترب إلى الموت وأنا أضحك، ليتني أعمر الكون بفرح يذكر . لم أفعل كما فعلوا جميعًا أن نشروا تاريخ ميلادهم كي يعرفه الجميع، لا أدري لمَ لم أود ذلك، بل اكتفيت بمراقبة من سيتذكر أنني كبرت ومن لا يزال يراني طفلة . تذكر كثير من صديقاتي وأسعدنني حتى النخاع، كلهم يظنون بي أنني محررة الأقصى، تذكرت قول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: يظن الناس بي خيرًا وإني لشر الخلق إن لم تعفُ عني .
عمومًا، كبرت عامًا وتغيرت أعوامًا، وكأن السنة التي مرت كانت سنين عجاف لا سنة مجردة ، علمتني هذه السنة كم أن العمر الحقيقي عمر العقل لا السنين، وأن الحقيقة هي حقيقة الروح لا الجسد البالي الخاوي، وأن الحياة أكثر من مجرد نداءات للتحرير والقوة، وأن السم الذي لا يميتني يقويني . أظن أنني أصبحت أكثر مسؤولية عن أي وقت مضى، أنا وحيدة أمي وأبي -حاليًا في المنزل- وعلى عاتقي عملهما والعمل على حلمي، على عاتقي أمة .
حلم أمي رحمة الله عليها الذي أكمل ٣ أعوام مؤخرًا على وشك أن يتحقق، أنا أثق أنها في مكان ما فخورة بي!
كبرت وأوشك أن أموت ، صحيح أنني تحملت مسؤولية أعظم وألقيت على عاتقي أحمال أثقل بكثير، ولكنني ما أظنني فعلت شيئًا يستحق أن يذكر حين يسألني الله عن عمري فيمَ أفنيته . اهدِني لعمر أقوم وأكثر إزهارًا يا رب . 💗

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق