الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

عمري الجديد! 💗

اليوم عمر جديد!
الحمدلله الذي صب علي نعمه صبًا حتى بلغني هذا اليوم!
الحمدلله على كل شيء!



قبل ستة أيام أمي تسأل عن التاريخ لترى متى تكبر صغرى بناتها،
حقيقةً لم أتوقع اهتمامًا كبيرًا اليوم.. لم أكن كعادتي أنتظر الثانية عشر ليلًا، نمت طويلًا مبكرًا، أمامي أحلام أجمل للجنة أود تحقيقها بكرةً، صحوتُ على صوت رفيقة الفؤاد تصحيني على الهاتف، فتحته، فإذ بي أجد إحدى أخواتي في الله تهنئني وتدعو لي بكل خير، وبعدها بقليل، ألحق بعينيّ بياضَ أبي ساعيًا للفجر، وبفيض الشوق أدعو له، وبعينين بارزتين من أثر النوم تهنئني أختي وتتمنى لي كل خير في عامي الجديد..
لم أتوقع فيض رسائل تهنئات، وأتى كل شيء حسب توقعي بالضبط!

إن أردتم الصراحة، سأقول لكم أني تمنيت إطفاء جميع التنبيهات، في البريد و(الفيسبوك) وغيرها، أردت أن أعرف من يتذكر يومي حقًا ويغرقني بدعوات وحب، ومن يجبر نفسه على تهنئتي لأنه لا يستطيع تجاهل التنبيه! حتى أمي قليلًا ما تتذكر يوم ميلادي في وقته، ليس لأن أمي أم سيئة، بل لأن الله يريد أن يخبرني أن لا أحد في هذا العالم يهتم لأمري كما يفعل هو! 

لا أقول لكم أني لا أملك من يهتم لأمري ويتذكر يوم ميلادي، فالله وهبني كثيرون جدًا يهبونني أرطال الدعوات والحب وله الحمد،

اليوم لا أود الاحتفال، لا أرى مما فعلت شيئًا يستحق الاحتفال! لا أود أن يحتفل بي أحد، لأنني بحجم السماء لا أستحق، مقصرة جدًا أنا..
اليوم تسعدني التهاني والدعوات، آحبها حقًا! 
لكنّ اليوم، قررت الاحتفال وحدي! قررت أن أفرح كثيرًا، أن أسعى أكثر، أن أهب نفسي حلوى جميلة كلما شعرت أني أنجزت، أن أسعد نفسي بأشياء صغيرة، أن أشتري لنفسي هدايا كل حين ووردًا وأفاجئني به، أن أقسو عليها حين تخطئ، فأمنعها من الحلوى، أو أجبر نفسي على فعل شيء يجهدني جدًا ويخدم الناس، أن أهب نفسي أكثر مما أستحق بالقرب من الرب والسعي الحثيث للجنة!
سعادة عظيمة تحتضنني، حين أرى معظم -إن لم تكن كل- أحلامي وأهدافي قبل السادسة عشر قد تحققت! شكرًا يا الله! 

اليوم أود أن أشعر حقًا كم أني أضعت ستة عشر عامًا في هراء، وأشياء بسيطة لا تكاد تُذكَر، وفي العالم الآخر من فتح بستة عشره أركان العالم! اليوم أود أن يذكرني الله كم أنا ضعيفة إليه، كم أنه يغرقني بنعمه فأضيعها، كم أن الثواني إن ذهبت لا تعود، كم أن الموت قريب، وأريد الله أن يذكرني كثيرًا ما سأقوله حين يسألني عن عمري فيما أفنيته، وحين يسألني عن شبابي الذي ضيّعته! :"

اليوم كبرت! وجاء اليوم الذي حين بلغته أختي تمنيت لو أبلغه في اللحظة ذاتها، وحين بلغتها أنا، تمنيت أني لم أبلغها وأني لو أكون طفلة! اليوم كبرت، لكن في داخلي طفلة لا تكبر ولا تشيخ أبدًا، اليوم أمي غير مصدقة أن صغيرتها "الدلوعة" قد بلغت الثانوية، كبرتُ كثيرًا يا أمي، أنا أكبر مما تتوقع يا أبي!
اليوم لم تكُن أمي الثانية هنا لتقول لي كم أني كبيرة، وأصغر كثيرًا في حضنها! أيلول كله يشتاقها، ولكن الله سيهبنا جنة أجمل من هنا، يعلمني الله أن هذا التراب هناك عادت هي وهناك ستعودين!
انكمشت أنا في داخلي وتضخمت أحلامي، وبت أسعى إليها لهفى، أريد أن أكون شيئًا، أريد الفردوس! 💗

اليوم يوم جديد، اليوم عمر جديد، اليوم حب وحياة، وغدًا تراب وحساب،
رباه هبني فراديسًا بقدر ما أحبك! 
شكرًا يا الله على كل شيء، وشكرًا يا كل من يحبني على سعادتي بقربكم، كل عام وأنتم لفراديس الله أقرب ❤


عذرًا، قلتُ باكرًا أن لم يتذكر إلا القليل، وأعلم أن كثيرين جدًا سيهتمون ويهنئون ويتذكرون ويسعدونني، أحبكم جميعًا، وأحب متابعي مدونتي الذين قاربوا بلوغ الألف الخامسة 💗

#همس_ سحابة

كل عام وأنا بخير جدًا، كل عام وأنا أجد في نفسي ما يستحق الاحتفال، كل عام وأنا أعثر على مبرر جديد لأحبني!
الصورة كلمات #هديل_الحضيف رحمة الله عليها 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق