الاثنين، 6 مايو 2013

وَإن ذَهَبَت ولَم تَعُد..!

أخذ اللّٰہ إحدىٰ حبيبتيّ لفترةٍ مؤقتة، فلم أبصر إلا بعينٍ واحدةٍ!
حمدًا لك إلهي، كنتُ بحاجة إلى مثلِ هذه الهديّة منك، كريمٌ رحمنٌ أنت يا اللّٰہ!
اللّٰہ لا يختار إلا الخير،
في تلكَ اللحظات، استشعرت أني أستحقّ لكثرة إسرافي في جنبِ اللّٰہ، فلم أبكِ ولم أحزن، ابتسمت ومضيت، غريبةً كانت الحياة بعينٍ واحدة، أحسست وأنا أمشي أن الدوار يحيط بي وسأسقط مغشيًا علي!
كنتُ في حوار لطيف مع ذاتي في تلك اللحظة،
"طيب مُزنة، تخيّلي أنّ هذه العين لم تعُد مرة أخرى، كيف سيكون شعورك؟
سيكون غريبًا حقًا، لكنني سأمضي مبتسمة، لأنها هدية مِــنْ اللّٰہ، ولأن مِــنْ ابتلي في حبيبتيه وصبر فله الجنّة!
ولكن.. كيف ستكون النظرات إليّ؟
أمي: ستبكي وستحزن علي، لكنّها ستظلّ تحبني، وستصبّرني وتكون أوّل مِــنْ يقف معي،
أخواتي: سيأسفن لي ويلطفن بحالي كثيرًا، لكن لن يتغير شيء مِــنْ علاقتنا، وسيظلن يسرفن في حبي،
بيئة المدرسة: يا إلهي! ماذا حدث! شكلك يبدو غير لطيف أبدًا! وغيرها مِــنْ العبارات التي لا تُذكر، وقلّة مِــنْ سيحبونني لأنني أنا!
أهلي: مسكينة حبيبتي، ربي يعافيك، ماذا حدث..؟
رفيقاتي~ رفيقات الجنة: في قلوبهنّ مصدومات ورائفات لحالي، ولكن حديثهن: مُزنة كوني قوية، مزنة اصبري، مزنة هذا ابتلاء، ولعله سبب في دخول الجنّة، مُزنة اثبتي، مُزنة كله مِــنْ اللّٰہ خير...
وعدتٰ مجددًا لأنا، ماذا لو لم تفتحي عينكِ مجددًا؟
علامَ ستندمين؟ ستحزنين؟ ستبكين؟ ستتعودين؟ ستستمرين في حياتك وترضين برحمة اللّٰہ؟ أم ستسخطين؟ ويلك يا أنا..!
ستقدّرين عينكِ الباقية؟ أم ستقولين إنّها مجرّد عين تبصر، وما الجديد؟!
ستظلّين لا تستحين مِــنْ ربك ولا تصرفين طرفك؟! أم ستغضين بصرك؟!
كيف سينظرون إليك؟ "عاجزة"! مسرفةٌ أنتِ يا أنا! مذنبةٌ حدّ الإسراف! حدّ التقتير! أو حدّ كلّ شيء سيء!"
وبعدَ فترةٍ، قدّر اللّٰہ وفتحتُ عينيّ على اتّساعهما! فدمعت عينيّ! جبّارةٌ ظالمةٌ أنتِ يا مُزنة!
وإن ردّها لي الواهب، ما فائدتهما؟
{
}
هل فتحتُ ذا القلب السيء، أم تركته في الظلام!
(أَلَم نَجعَل لَهُ عَينَين)
اثنتَين وليست واحدة!
سيئةٌ أنتِ جدًا يا مُزنة حين تعصين ويرحم! "(

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق